مع أولى قطرات المطر المنهمر على منطقة تبوك، وما سببه لاحقا من أحداث إخلاء وبحث وإنقاذ للعديد من المواطنين والمقيمين، برز على السطح نشاط شبابي كبير، تمثل في أعمال تطوع ومساندة لمجتمع تبوك. مشهد الأعمال التطوعية لشباب تبوك، لم يكن مألوفا ضمن حراك المجتمع، إلا أن نواتها بدأت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أثناء أحداث المطر، حين أنشأ بعض المهتمين في مجال التطوع وسم "هاشتاق" خاص في "تويتر" لتنسيق أعمالهم والبدء في تنظيم فرق خاصة للأعمال التطوعية التي شملت البحث والإنقاذ، ومساندة المتضررين في توزيع المواد الغذائية والاحتياجات، فيما ساندت فرق أخرى أعمال المرور والأمن العام. الشاب عبدالعزيز البلوي "أحد المتطوعين مع رجال المرور" أكد أنهم دائمو التفكير في الأعمال التطوعية، إلا أن مجال هذه الأنشطة شبه غائب عن المجتمع، ويقول "كانت أحداث الأمطار والسيول حاسمة بالنسبة لنا، ودفعتنا لتقديم العون والمساندة لمن يحتاجها، حيث كانت بدايتي ومجموعة من رفاقي عن طريق إدارة المرور بتبوك". ويضيف البلوي، أن البداية كانت عبر تلقيه اتصالا من زميله في المجموعة أسامة العنزي، حيث توجهوا برفقة زميلهم الآخر طلال عبدالله العنزي لإدارة مرور تبوك، حيث تم الترتيب مع أحد المسؤولين هناك لتدريبهم على بعض المهام الخاصة بتنظيم حركة السير، وتجهيزهم بلباس عاكس خاص بهذا العمل. أما الشاب صالح السهيمي، أحد مؤسسي فريق "حنا أهل" التطوعي، فأكد أن شعور الشباب بواجبهم تجاه المجتمع دفع الكثيرين إلى البحث عن نافذة لتقديم العمل التطوعي، مؤكدا أن الفريق الذي يديره يتكون من 100 شاب وفتاة، مقسمين على 11 مجموعة ميدانية، يقومون بأعمال توزيع المواد الإغاثية، والخدمات الطبية. وقال "هناك تنسيق مع المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة تبوك في حال كان هناك أحد يحتاج إلى خدمات علاجية، فهناك طاقم طبي مخصص لهذا الأمر من قبلهم". حركة التطوع دفعت بعض طلاب الطب من أعضاء نادي عطاء للعمل التطوعي بكلية الطب بجامعة تبوك في مبادرة أسموها "سأتطوع بالهلال الأحمر"، لمساعدة فرق الهلال الأحمر في أعمالها. وأوضح طالب الطب محمد الشهري أن فكرة مبادرتهم جاءت متزامنة مع إعلان الأرصاد عن الأحوال الجوية التي تشهدها تبوك، مؤكدا بأنهم وجدوا الدعم والمساندة من إدارة الهلال الأحمر التي رحبت بهم، وساهمت في تجهيزهم للقيام بمهمتهم الإنسانية. وفيما رحب أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بتلك الأعمال التطوعية، مؤكدا سعيه لدعمها وتنظيمها وتكليفها بأعمال ومهام إنسانية مستقبلا، أكد مدير مرور منطقة تبوك العميد محمد النجار إشادته بدور هؤلاء الشباب، وقال "لم نكن في يوم من الأيام نشك أنهم أول من يلبوا نداء الوطن". مشيرا إلى انهم شاركوا بشكل فاعل في أعمال المرور وتنظيم السير بالإضافة لمشاركتهم في أعمال الدفاع المدني وإغاثة الأسر، وقال إن إدارة المرور حرصت بالمقام الأول على سلامتهم وعلى حياتهم وقامت بتوفير كل ما من شأنه وقايتهم من أي عارض.