للمرة الرابعة في تاريخ بطولة أمم أفريقيا، تغيب الكرة العربية عن الأدوار النهائية بعد أن سجلت في النسخة ال29 المقامة حاليا في جنوب أفريقيا إخفاقا جديدا بخروج ممثلي الكرة العربية الثلاثة، الجزائروتونس والمغرب من الدور الأول، وهي المرة الأولى منذ 21 عاما التي تفشل فيها الكرة العربية في حجز ولو مقعد واحد لها في الأدوار النهائية، خصوصا وأنها سجلت تفوقا لافتا في آخر 9 أعوام بإحراز اللقب 4 مرات من إجمالي 5 بطولات عن طريق مصر 3 ألقاب وتونس لقب واحد. وكانت الكرة العربية تلقت صدمة بالإخفاق الجماعي لمثلث دول المغرب العربي بخروجه من الأدوار الأولى، حيث كانت البداية من جانب منتخب الجزائر "الخضر" الذي كان أول منتخب عربي، بل أول منتخب في البطولة على الإطلاق يغادرها مبكرا بعد تلقيه هزيمتين في أول مباراتين ضمن المجموعة الرابعة بالخسارة أمام تونس صفر/1 ثم أمام توجو صفر/2 قبل أن يحفظ ماء وجهه بالتعادل أمام منتخب الأفيال العاجي 2/2 في مباراته الثالثة والأخيرة أول من أمس ليحتل المركز الرابع والأخير في المجموعة برصيد نقطة يتيمة. ورغم الانطلاقة القوية لمنتخب تونس "نسور قرطاج" بالفوز على الجزائر، إلا أنه لم يتمكن من الاستمرار في البطولة، وودعها من دورها الأول باحتلال المركز الثالث في ذات المجموعة الرابعة برصيد 4 نقاط، حيث خسر أمام ساحل العاج صفر/3، ثم أهدر فرصة العبور إلى الدور الثاني بالتعادل مع توجو 1/1 بعد أن أضاع له خالد المويهلي ضربة جزاء كانت كفيلة بتأهل المنتخب لربع النهائي. وعلى نفس الدرب، سار منتخب المغرب" أسود الأطلس" بفشله في المرور إلى الدور الثاني، بعد أن اكتفى بالتعادل في مبارياته الثلاث في مجموعته الأولى مع كل من أنجولا والرأس الأخضر وجنوب أفريقيا على الترتيب، ليحتل المرتبة الثالثة في المجموعة برصيد 3 نقاط ، تاركا بطاقة التأهل الثانية في المجموعة لمنتخب الرأس الأخضر المغمور. وهذه المرة الأولى منذ 21 عاما التي تسجل فيها الكرة العربية إخفاقا جماعيا بعد بطولة 1992 التي أقيمت في ضيافة السنغال والتي ودعتها الجزائر والمغرب ومصر من دورها الأول، وفيها احتلت المغرب ومصر المركز الرابع والأخير في مجموعتيهما الثانية والرابعة على الترتيب، واحتلت الجزائر المرتبة الثالثة في مجموعتها الثالثة. ومنذ تلك البطولة والكرة العربية دائما ما تكون حاضرة في الأدوار النهائية. وعلى مدار أقدم البطولات القارية للمنتخبات في العالم التي انطلقت عام 1957 في الخرطوم، غابت الكرة العربية عن الأدوار النهائية في 4 مناسبات، وتحديدا منذ العمل بنظام المجموعات اعتبارا من النسخة الرابعة التي أقيمت بغانا عام 1963، حيث غاب العرب عن الأدوار النهاية للمرة الأولى في بطولة عام 1968 في إثيوبيا بعد خروج الممثل العربي الوحيد منتخب الجزائر من الدور الأول، فيما خرج منتخبا المغرب والسودان من الدور الأول لبطولة عام 1982 التي أقيمت في الكونغو الديمقراطية. من جهة أخرى، كشفت تقارير صحفية جزائرية أن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة أملى شروطه على المدير الفنى للمنتخب الأول، البوسني وحيد خليلوزيتش، مقابل استمراره في تدريب "الخضر". وقرر الاتحاد الجزائري الإبقاء على خليلوزيتش رغم الانتقادات الحادة على الصعيدين الإعلامي والجماهيري خاصة أن المنتخب تنتظره مواجهة مهمة أمام بنين في مارس المقبل ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وذكرت تقارير صحفية أن روراوة اشترط على خليلوزيتش بعض الأمور أهمها إجراء تعديلات على التشكيلة وإعادة بعض اللاعبين القدامى الذين تم استبعادهم، حيث يرى روراوة أن أحد أهم أسباب خروج "الخضر" من البطولة الأفريقية قلة عنصر الخبرة للاعبين الحاليين نظرا لصغر سنهم. كما طالب روراوة بإعادة اللاعبين أمثال مجيد بوقره وحسن يبدا، بداية من لقاء بنين بعد أن منعتهما الإصابة من الوجود مع الخضر في أمم أفريقيا، وكذلك اللاعبين عنتر يحيى ومطمور وكريم زياني.