في الوقت الذي تكثفت فيه الإفادات حول إتلاف مخطوطات ثمينة تعود إلى عدة قرون في مدينة تمبكتو، حيث أحرق متطرفون معهد أحمد بابا للدراسات العليا والأبحاث الإسلامية حيث تحفظ ما بين 60 ألفا إلى 100 ألف من المخطوطات حسب وزارة الثقافة المالية، عاد الجدل مجددا حول الإسلام لواجهة المشهد الفرنسي، مع إعلان وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس أمس أثناء مؤتمر دولي حول مكافحة التشدد العنيف أن "عددا من الدعاة المتشددين سيطردون في الأيام المقبلة".وتندرج هذه الخطوة في إطار تجنب التوجه نحو التشدد ومكافحة الإسلام المتشدد و"الجهادية العالمية". وشدد فالس على ضرورة تجنب الخلط. وأوضح "أنا لا أخلط هذا النوع من الإسلام المتشدد مع الإسلام في فرنسا، لكن هناك بيئة دينية وهناك مجموعات تنخرط في آلية سياسية وترمي ببساطة إلى السيطرة على عالم الجمعيات والآليات المدرسية والتحكم بضمائر عدد من العائلات". وتابع محذرا "سنطرد جميع أولئك الأئمة وجميع أولئك الدعاة الذين يتعدون على المرأة ويدلون بأقوال تنتهك قيمنا وتشير إلى ضرورة قتال فرنسا". بينما أظهر آخر استطلاع للرأي أجراه معهد "إيبسون" بالاتفاق مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن 74% من العينة التي أجري عليها الاستطلاع يرون أن العقيدة الإسلامية وثقافتها لا تتفق على الإطلاق مع قيم الجمهورية الفرنسية ولا تتوافق مع مبادئها العلمانية. وقد اعتبر طبقا لنتائج الاستطلاع نفسه ثمانية من أصل عشرة فرنسيين أن الديانة الإسلامية تحاول فرض شريعتها ونهجها الثقافي والحياتي على الآخرين، بدلا من محاولة التعايش معهم واحترام ثقافتهم وعاداتهم ونهج حياتهم. وفي سؤال حول المدى الذي يمكن القول خلاله إن الديانة الإسلامية ديانة تسامح؟ جاءت إجابات 21% من العينة (لا) في الوقت الذي رأى فيه أن 39% أن الإسلام دين منفتح ومتسامح مع الآخرين. هذا وقد رأى 10% أن المسلمين في غالبيتهم متطرفون، بينما أكد ما يقرب من 44% أن قسما منهم فقط هم المتطرفون. وبناء على نتيجة هذا الاستطلاع، خلصت صحيفة "لوموند" أن صورة الإسلام بفرنسا تشهد تدهورا منتظما منذ عشر سنوات. و أن هناك حوالي 72% من الفرنسيين يعارضون الانصياع للثقافة الدينية للمسلمين عبر فكرة تقديم وجبات غذائية في المدارس. يذكر أن استطلاعا للرأي قد أجري في نهايات العام الماضي وجاءت نتيجته مشابهة إلى حد كبير لنتائج أحدث استطلاعات الرأي المشار إليه، وعلق عميد مسجد باريس الكبير الدكتور دليل أبو بكر، على نتائج الاستطلاع في 2012 بقوله : لا يجب أن تخلطوا بين الإسلام وبعض الحوادث العنيفة المتشددة، فهناك فئات قليلة ترتكب أفعالا بشعة باسم الإسلام، إلا أن العقيدة الإسلامية في جوهرها هي سلمية ودين مواطنة ينبذ العنف ويدعو إلى الاندماج واحترام ثقافة وهوية الآخر. أما استطلاع معهد إيبسون الأخير فقد علق عليه أحد المتخصصين في الدين الإسلامي بقوله إن: الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "لوموند" هو بمثابة إنذار لمسلمي فرنسا والسلطات الإسلامية.