اتجهت صورة الإسلام في فرنسا نحو المزيد من التردي لدى الرأي العام، كما أظهر استطلاع أجراه معهد «ايفوب»، بيّن ان 60 في المئة من الفرنسيين لا تحبذ تأثير وحضور الاسلام في الساحة العامة، كما ان 43 في المئة منهم يرون فيه «تهديداً». ويأتي هذا الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة «لو فيغارو» في ظل تصاعد ملحوظ في المواقف والأعمال المعادية للأسلام التي سجلت ارتفاعاً بلغت نسبته 34 في المئة بين عامي 2010 و2011. وأفاد الاستطلاع ان نسبة الذين ينتقدون حضور الإسلام المتزايد على الساحة العامة ارتفعت 5 في المئة مقارنة مع العامين السابقين حين كانت هذه النسبة تبلغ 55 في المئة. ومرد هذا التصاعد يكمن برأي مدير دائرة الاستطلاعات لدى «ايفوب» جيروم فوركيه الى ان الإسلام أصبح أخيراً موضوع شبه دائم في الإعلام. وأضاف فوركيه ان «ما من اسبوع يمر من دون ان يجري التطرق الى السلام «سواء عبر موضوع اجتماعي مثل النقاب او الحجاب او المأكولات الحلال او من خلال عمل مأسوي على غرار ما اقدم عليه الشاب الفرنسي الجزائري الاصل محمد مراح في تولوز الصيف الماضي او من زاوية التطورات الدولية. ومن هذا المنطلق، طبيعي ان يظهر الأستطلاع ارتفاعاً في نسبة الفرنسيين الذين يعارضون بناء المساجد في بلادهم من 18 في المئة عام 1989 الى 43 في المئة وارتفاع نسبة الذين يرفضون ارتداء الحجاب في الأماكن العامة من 7 في المئة عام 1989 الى 63 في المئة. في المقابل، فإن عدد الفرنسيين الذين كانوا لا يبالون لهذه المواضيع انخفض من 41 الى 35 في المئة وارتفعت نسبة الذين يرون في الاسلام مصدر تهديد الى 43 في المئة كما ارتفعت نسبة الذين يعتبرون ان المسلمين يرفضون الاندماج في المجتمع الفرنسي الى 68 في المئة. وأشار فوركيه الى ان هذا التردي في صورة المسلمين مرده الى ادراك الفرنسيين المستجد لكون الجالية المسلمة جزءاً راسخاً في المشهد الاجتماعي الفرنسي وليس مجرد ظاهرة عابرة. والمؤكد ان ما ساهم في هذا التردي هو المحظور الذي لم يعد قائماً في فرنسا بحيث أصبح التحامل على الإسلام والتمييز بين المسلمين الفرنسيين سواهم من مواطنين امراً شائعاً لدى بعض المسؤولين السياسيين في حين انه كان يقتصر في الحقبة السابقة على اليمين المتطرف. وعلق رئيس «المجلس الفرنسي للديانة المسلمة» محمد موسوي على نتائج الاستطلاع بالقول ان الإسلام عرضة لإستغلال سياسي» من قبل البعض وعرضة لعمليات خلط «تغذي خوفاً غير منطقي حيال كل ما هو على صلة بالإسلام».