أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه يعمل جاهدا على تقييم مسألة ما إذا كان تدخل الولاياتالمتحدة عسكريا في الحرب الأهلية الدائرة منذ 22 شهرا في سورية سيساعد في حل هذا الصراع الدامي أم إنه سيؤدي إلى تفاقم الأمور. ورد أوباما في مقابلتين على منتقدين يقولون إن الولاياتالمتحدة لم تتدخل بما يكفي في سورية، حيث قتل آلاف الأشخاص وشرد ملايين، ونشرت نسختان من المقابلتين أول من أمس، وقال إن عليه أن يوازن بين فائدة التدخل العسكري وقدرة وزارة الدفاع على دعم القوات التي مازالت موجودة في أفغانستان، حيث بدأت الولاياتالمتحدة سحب القوات المقاتلة بعد 12 عاما من الحرب. وأضاف "هل يمكن أن يثير (التدخل) أعمال عنف أسوأ أو استخدام أسلحة كيماوية؟ ما هو الذي يوفر أفضل احتمال لنظام مستقر بعد الأسد؟ "وكيف أقيم عشرات الآلاف الذين قتلوا في سورية مقابل عشرات الآلاف الذين يقتلون حاليا في الكونجو؟". وقال أوباما في مقابلة مع مجلة نيو ريببليك " في وضع كسورية عليّ أن أسأل: هل يمكن أن نحدث اختلافا في هذا الوضع؟". وقال أحد المقربين من الرئيس أوباما إنه يعتقد أن "النسخة الثانية" من الرئيس الأميركي، أي سياساته خلال فترة إدارته الثانية "ستكون مختلفة بعض الشيء" عما شهده العالم في الفترة الرئاسية الأولى. وقال ويليام جلاستون، المستشار السياسي للرئيس بيل كلينتون خلال إدارته الثانية في التسعينات، إن أوباما "يبدي الآن علامات لا يمكن إغفالها على أنه قد يتبع سياسة مختلفة أكثر جرأة خلال السنوات الأربع المقبلة". وأضاف " أما بشأن السياسة الخارجية فإن الرئيس يشعر على نحو متزايد بأن استمرار السياسة السابقة تجاه سورية هو أمر غير عملي وغير مفيد، بل إنه يهدد بعقبات سيئة". وفي مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" في شبكة تلفزيون "سي.بي. إس" رد أوباما بغضب عندما طلب منه التعليق على انتقاد أن الولاياتالمتحدة أحجمت عن المشاركة في قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية مثل الأزمة السورية. وقال أوباما إن إدارته شاركت بطائرات حربية في الجهود الدولية لإسقاط معمر القذافي في ليبيا، وقادت حملة لحمل الرئيس المصري حسني مبارك على التنحي، ولكنه قال إنه بالنسبة لسورية فإن إدارته تريد التأكد من أن العمل الأميركي هناك لن يأتي بنتائج عكسية. وقال "لن يستفيد أحد عندما نتعجل خطواتنا، وعندما نقدم على شيء دون أن ندرس بشكل كامل كل عواقبه". وقال جلاستون إن أوباما مُصر على الحيلولة دون حصول إيران على سلاح نووي. وأضاف " في هذا الصدد لا أعتقد أن الرئيس يمكن أن يتنازل أو يفاوض. أي مفاوضات سيكون الهدف منها هو منع إيران من الحصول على سلاح نووي. وإذا تعذر ذلك بالتفاوض فإنني واثق تماما أن الرئيس لن يتردد في عمل كل ما ينبغي عمله لمنع هذا الاحتمال المروع من التحقق".