قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يعمل جاهداً على تقييم مسألة ما إذا كان تدخل الولاياتالمتحدة عسكرياً في الحرب الأهلية الدائرة منذ 22 شهراً في سوريا سيساعد في حل هذا الصراع الدامي أم أنه سيؤدي إلى تفاقم الأمور. وردَّ أوباما في مقابلتين على منتقدين يقولون إن الولاياتالمتحدة لم تتدخل بما يكفي في سوريا، حيث قتل آلاف الأشخاص وشُرد ملايين وفقاً لمسؤولي الأممالمتحدة. ونشرت نسختان من المقابلتين أمس الأحد. وقال أوباما في مقابلة مع مجلة "نيو ريببليك" نشرت على موقع المجلة على الإنترنت: "في وضع كسوريا علي أن أسأل: هل يمكن أن نحدث اختلافاً في هذا الوضع؟". وأضاف أن عليه أن يوازن بين فائدة التدخل العسكري وقدرة وزارة الدفاع على دعم القوات التي ما زالت موجودة في أفغانستان، حيث بدأت الولاياتالمتحدة سحب القوات المقاتلة بعد 12 عاماً من الحرب. وأضاف: "هل يمكن أن يثير (التدخل) أعمال عنف أسوأ أو استخدام أسلحة كيماوية؟ ما هو الذي يوفر أفضل احتمال لنظام مستقر بعد (الرئيس السوري بشار) الأسد؟ وكيف أقيم عشرات الآلاف الذين قتلوا في سوريا مقابل عشرات الآلاف الذين يقتلون حاليا في الكونجو". وفي مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" في شبكة تلفزيون "سي.بي. إس" ردَّ أوباما بغضب عندما طلب منه التعليق على انتقاد بأن الولاياتالمتحدة أحجمت عن المشاركة في قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية مثل الأزمة السورية. وقال أوباما: إن إدارته شاركت بطائرات حربية في الجهود الدولية لإسقاط معمر القذافي في ليبيا، وقادت حملة لحمل الرئيس المصري حسني مبارك على التنحي. ولكنه قال إنه بالنسبة لسوريا فإن إدارته تريد التأكد من أن العمل الأمريكي هناك لن يأتي بنتائج عكسية. وقال: "لن يستفيد أحد عندما نتعجل خطواتنا وعندما نقدم على شيء دون أن ندرس بشكل كامل كل عواقبه". وتأتي تصريحات أوباما في الوقت الذي قال فيه زعماء العالم المتجمعون في دافوس بسويسرا إنهم يتمنون لو كانت الولاياتالمتحدة أكثر مشاركة في قضايا مثل الصراعين في سوريا ومالي، حيث تهاجم فرنسا متشددين مرتبطين بالقاعدة. ودعت الولاياتالمتحدة الأسد إلى التنحي، واعترفت بائتلاف معارض، ولكنها لم تصل إلى حد إجازة تسليح الولاياتالمتحدة لمقاتلي المعارضة للإطاحة بالأسد.