هاجم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قلة خبرة خصمه الجمهوري ميت رومني في السياسة الخارجية خلال مناظرة رئاسية جرت، فجر الثلاثاء، ما دفع المرشح الجمهوري إلى الدفاع عن مواقفه وتعزيز ما وصفه باستراتيجية مدروسة وشاملة لمكافحة التطرف. وجرت المناظرة الثالثة والأخيرة بين المرشحين في وقت تظهر فيه الاستطلاعات تساوي الفرص بينهما، قبل نحو 15 يوما من الانتخابات، خصوصا وأن نتيجة السباق ترتكز على حفنة من الولايات الحاسمة، خاصة ولايات أوهايو، وفلوريدا، وفرجينيا. ووفقا لآخر استطلاعات الرأي، يتقدم أوباما بفارق طفيف في ولاية أوهايو، بينما يتقدم رومني في ولايتي فلوريدا وفرجينيا، قبل المناظرة التي دامت 90 دقيقة، وأدارها الإعلامي الأمريكي بوب شيفر. مكافحة الإرهاب وأشاد رومني، خلال المناظرة، بجهود أوباما في قتل زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وغيره من قيادي التنظيم، لكنه أصر على أن "لا يمكننا الاعتماد على القتل لمحاربة هذه الفوضى،" وبدلا من ذلك، دفع باتجاه "استراتيجية شاملة" للحد من التطرف العنيف في الشرق الأوسط. وقال رومني: "إن الحل يكمن في مسار يصبح فيه العالم الإسلامي رافضا للتطرف من تلقاء نفسه،" مقترحا تبني سياسات لتعزيز التنمية الاقتصادية، وتحسين التعليم، والمساواة بين الجنسين ومساعدة إنشاء المؤسسات، في دول المنطقة. لكن أوباما رد بحدة على ذلك، وانتقد منافسه في مجموعة من قضايا السياسة الخارجية، قائلا إن رومني كان يفضل المواقف التي من شأنها أن تؤذي الولاياتالمتحدة، أو في بعض الأحيان عرض آراء متناقضة. وقال الرئيس الأمريكي: "ما يتعين علينا القيام به فيما يتعلق بالشرق الأوسط هو قيادة قوية وثابتة، لا قيادة متهورة وخاطئة." وسعى أوباما أكثر من مرة إلى إبراز قلة خبرة رومني في السياسة الخارجية، في حين قال رومني إن سياسات أوباما الخارجية جعلت الولاياتالمتحدة أقل احتراما وأكثر عرضة للخطر. سوريا واختلف المرشحان في ما ينبغي على واشنطن فعله في نهاية المطاف بشأن الحرب الأهلية في سوريا، إذ أكد رومني ضرورة توفير الأسلحة لقوات المعارضة تحارب الرئيس بشار الأسد، قائلا إن طريقة الديمقراطيين لا تكفي للحد من العنف الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى وزعزع استقرار المنطقة. وقال رومني: "يجب أن نلعب دورا قياديا،" في سوريا، غير أن أوباما عاجله باستجابة سريعة، مشيرا إلى الجهود الأمريكية لتنظيم المجتع الدولي لمعالجة الشأن السوري فضلا عن دعمها لفصائل المعارضة، وقال: "نحن نتأكد من أن أولئك الذين نساعدهم سيصبحون أصدقاءنا (في المستقبل)." إسرائيل وبدا المرشحان متفقان تقريبا على دعم الولاياتالمتحدة لإسرائيل، والتزامها "الذي لا يتزعزع،" بأمن الدولة العبرية، إذ اعتبر أوباما أن إسرائيل هي أعظم حليف لواشنطن في المنطقة، قائلا إنه "سيقف إلى جانبها في حال هوجمت،" من أي طرف. وفي المقابل، أكد رومني أنه لن يتردد في الوقوف عسكريا إلى جانب إسرائيل في مواجهة أي تهديد لها، قائلا إن على أمريكا التأكد من عدم حصول إيران على سلاح نووي قد يهدد الدولة العبرية، معتبرا أن التوتر في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب في السابق "أمر مؤسف." إيران وفي شأن إيران، قال الرئيس الأمريكي إن طهران لن تحصل على سلاح نووي ما دم رئيسا للولايات المتحدة، لكنه أكد أنه لن يترك أي خيار سياسي أو دبلوماسي إلا وطرقه، مؤكدا في ذلك الصدد على أهمية المواصلة في برامج العقوبات. من جهته، اعتبر المرشح الجمهوري رومني أن إيران هي أكبر تهديد يواجه الولاياتالمتحدة حاليا، منتقدا سياسة أوباما، الذي قال إنه التزم الصمت حيال بروز معارضة قوية داخل إيران عام 2009، لكنه أكد أيضا أن "العمل العسكري يجب أن يكون آخر ملاذ مع إيران."