يعد حي القزاز واحدا من أقدم أحياء الدمام، وترسم العمالة الوافدة أبرز ملامحه وتسيطر على المحال التجارية، وأصبح يطلق عليه حي "الجاليات"، ناهيك عن المنازل القديمة والشوارع الضيقة، فيما شهد الحي في السنوات الأخيرة هجرة عدد كبير من سكانه للأحياء الجديدة ولم يبق فيه الآن سواء أصحاب الدخل المحدود الذين لم يستطيعوا شراء منازل في أحياء أخرى. ويتميز الحي بكثرة المحلات التجارية بشكل ملفت للأنظار وحركة تسوق كبيرة من العمالة الأجنبية لا تهدأ حتى ساعات متأخرة من الليل، ومع تقادم عمر الحي وهجرة الكثير من ساكنيه، احتلت العمالة الجزء الأكبر من الحي وأصبحت هي المسيطرة على البيوت السكنية، والمحلات التجارية، حيث إن غالبية المحلات التجارية تديرها عمالة لصالحها. ويقول أحمد الحواس وهو من سكان الحي القدماء، كان حي القزاز في بداياته يتميز بترابط أبناء الحي جميعهم ولم يكن يسكن بينهم أي غريب، مضيفاً أن كثيراً من ساكني الحي هجروه منذو سنوات وانتقلوا إلى الأحياء الحديثة وأجّروا منازلهم على العمالة الأجنبية، ولم يبق في الحي إلا أصحاب الدخل المحدود، مشيراً إلى أن العمالة أصبحت تسيطر بشكل كبير على الحي، وتشكل خطرا على العوائل الذين مازالوا يسكنون في الحي، ولفت إلى حدوث الكثير من حوادث السرقة، وحالات تحرش من تلك العمالة، ويقول أصبحنا نحذر أبناءنا من الخروج بمفردهم خوفاً عليهم من تعرضهم للأذى، خاصة أنه يوجد في الحي مجمع مدارس بنات تحيط به عمائر سكنية معظمها مؤجر على عمالة شركات، مطالباً الجهات الأمنية بتكثيف الدوريات الأمنية، وتنفيذ حملات أمنية على تلك العمالة التي يوجد من بينها عمالة غير نظامية. ويقول عبدالرحمن الشامسي إن حي القزاز يعاني من إهمال وعدم اهتمام من قبل أمانة الشرقية، وتفتقر شوارعه إلى الأرصفة والإنارة والتشجير، وقال إن هناك كثيرا من المنازل آيلة للسقوط وأصبحت تشكل خطراً على الأهالي، خاصة أن بعض ضعاف النفوس يستغلون خلوها من السكان ويمارسون فيها أعمالا مشبوهة، مضيفاً أن شوارع الحي لم تعد تحتمل الكثافة المرورية التي يشهدها الحي في السنوات الأخيرة، فمعظم الشوارع ضيقة لا تتسع لمرور أكثر من سيارتين في وقت واحد، وأصبح كثير من الشوارع الداخلية عبارة عن أزقة ضيقة لا تسمح بمرور السيارات داخلها مما يضطر أصحاب المنازل التي تقع في تلك الأزقة إيقاف سياراتهم بعيداً عن منازلهم. وأضاف أن طبقات الأسفلت العتيقة ظهرت عليها التشققات والتصدعات، ويفتقر الحي إلى الإنارة الجيدة، مطالبا أمانة الشرقية بإعادة تأهيل الحي وعمل أرصفة حديثة مع إضافة إنارة جديدة وتنظيم الشوارع التي تعاني من الفوضى المرورية بسبب ضيقها. ويشتكي أحمد الغانم صاحب محل تجاري في حي القزاز، من هيمنة العمالة الأجنبية على جميع الأنشطة التجارية، قائلا إن 90% من محال بيع المواد الغذائية والمطاعم والمخابز والأنشطة التجارية الأخرى، هي لعمالة أجنبية خاصة الأسيوية ويتستر على هؤلاء مواطنون يأخذون مبالغ زهيدة نهاية الشهر. ويقول الغانم عندما يدخل زائر لأول مرة إلى الحي تدهشه كثرة انتشار العمالة بجميع جنسياتهم، مضيفاً أن ذلك سبب خللا في التركيبة السكانية في الحي وجعل الكثير من العوائل ينتقلون إلى أحياء أكثر أماناً، وتابع يقول إن البعض أصبح يطلق على الحي حي "الجاليات"، وأبدى أسفه على ضعف الرقابة وملاحقة أصحاب المحلات الذين يتسترون على هذه العمالة مما شجع الكثير منهم لفتح الكثير من الفروع لمحلاتهم وتوسعوا في العمل التجاري. ويقول عيسى الدوسري إن حي القزاز من الأحياء الشعبية التي نشأت مع بداية نشأة الدمام، أما الآن أصبح مشهورا بكثير من السلبيات، فهو مشهور بالشوارع الضيقة والأزقة غير النافذة، والمنازل الشعبية التي قد لا تقي سكانها من عوامل البيئة. وأشار إلى أن 80% من الحي يقطنه أجانب، معظمهم من مخالفي نظام العمل والإقامة ويسكنون في منازل شعبية أما 20% فيسكنه مواطنون، لافتا إلى أن الحي ينقصه الكثير من الخدمات، فمياه الأمطار تتكدس في الشوارع لأيام. وبدوره، أوضح رئيس بلدية وسط الدمام المهندس مازن بخرجي ل"الوطن"، أن حي القزاز يعتبر من الأحياء القديمة في الدمام، وكشف إن هناك مشروعا لإعادة تأهيل الحي بالكامل، وأضاف أن المشروع يتضمن إعادة سفلتة الشوارع وإعادة أرصفتها من جديد، وتركيب وتقوية الإنارة في الحي ويتضمن تنظيما خاصا لشوارع الداخلية وإعادة تأهيلها، وسينفذ حسب الأولية للأحياء الشعبية، مشيرا إلى إن هناك مشروعا لإعادة وتأهيل السوق الشعبي النسائي بالحي.