أخفق السودان ودولة جنوب السودان في التوصل لاتفاق حول تنفيذ اتفاق التعاون بعد جولة مباحثات اختتمت بأديس أبابا، وغادر وفدا تفاوض الدولتين مقر المفاوضات إلى بلديهما. ولم يتمكن وفدا البلدين من التوقيع على مصفوفة طرحتها الوساطة الأفريقية بقيادة الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو أمبيكي، وقررا رفع الخلافات لقمة رئيسي البلدين عمر البشير وسلفاكير ميارديت المزمع عقدها الخميس المقبل بالعاصمة الإثيوبية. وأعلن وزير الدفاع السوداني رئيس اللجنة الأمنية المشتركة عبدالرحيم محمد حسين، عن أربع عقبات حالت دون توقيع الطرفين على المصفوفة، أبرزها قضية أبيي والحدود وفك الارتباط ما بين الفرقتين التاسعة والعاشرة وتعريف منطقة الميل "14" أو سماحة. وكشف الوزير عن اتفاقهما على تنفيذ كافة اتفاقيات التعاون الأخرى، وعلى رأسها اتفاق النفط والتبادل التجاري، وأشار إلى أنها جاهزة للتوقيع، ولكنه رهن تنفيذها بالاتفاق على جميع القضايا مجتمعة. كما كشفت وزارة الخارجية السودانية عن رفض حكومة الجنوب تشكيل آليات للمراقبة والتحقق من فك الارتباط بين جيشها والتمرد بالمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) واتهمت الجنوب بعدم الجدية. من جانبها، أعلنت القوات المسلحة السودانية عن وقوع معارك بينها وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، بولاية النيل الأزرق، وشددت على التزامها بتنفيذ كافة الاتفاقيات الموقعة مع دولة الجنوب في السابع والعشرين من سبتمبر من العام الماضي. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد، إن القوات المسلحة شنت هجوما كاسحا على "بالدقو" الواقعة في الاتجاه الجنوبي لولاية النيل الأزرق التي كانت بها قوات خاصة بالحركة الشعبية التابعة لدولة الجنوب، مما أدى إلى هروب كل من كان بها من متمردي الحركة.