إشارة إلى مقال الأستاذ صالح الشيحي بعنوان: "ليست مجرد صورة" المنشور في العدد رقم 14998 وتاريخ 20 صفر 1434ه الموافق 2 يناير 2012م، من صحيفة الوطن، والمتضمن ادعاءه بأن تصريح المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، للصحفيين السعوديين أثناء زيارته الأخيرة إلى تبوك هو الأول منذ ثمانية عشر عاماً، وغير ذلك من الأخطاء بخصوص علاقة الوزير النعيمي بالإعلام الوطني، وهي في الغالب أخطاء غير مقصودة، حيث ينقصها بعض الاطلاع والمتابعة، فأي متابعة، ولو بسيطة، من الكاتب لما ينشر في الإعلام المحلي، سواء على موقع وكالة الأنباء السعودية (واس)، أو في الصحافة المحلية، تجعله يرى أن هناك ظهوراً واضحاً ومتكرراً للوزير، إلا أن هذا الحضور، ليس عشوائياً، أو لمجرد الظهور، وإنما هو مرتبط بالمؤتمرات أو الملتقيات المحلية والدولية المتعلقة بمجال عمل الوزارة، وهو الشأن البترولي، أو ما يتعلق بالغاز أو المعادن، ومختلف شؤون الطاقة، سواء داخل المملكة أو خارجها. فعلى سبيل المثال، خلال الأشهر القليلة الماضية، قابل وزير البترول ممثلين للإعلام المحلي في عدة مناسبات، ومن الأمثلة على ذلك الاجتماع الوزاري لمنظمة الأوبك في فيينا بتاريخ 12ديسمبر 2012م، والاجتماع الوزاري للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض بتاريخ 9 أكتوبر 2012م، وفي الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ، والدورة الثامنة لاجتماع الأطراف لبروتوكول كيوتو، في الدوحة بتاريخ 5 ديسمبر 2012م، حيث أجرى مقابلة مطولة مع قناة الإخبارية السعودية. أما الإشارة إلى تصريحه للصحفيين المصريين في القاهرة أثناء اجتماع منظمة الدول العربية المصدرة للبترول (أوابك)، فذلك بسبب أن الصحفيين والمراسلين الموجودين كانوا من الجنسية المصرية، بينما لم يوجد أي صحفي أو مراسل سعودي في موقع الاجتماع. وتجدر الإشارة إلى أن أغلب تصريحات الوزير لوكالات الأنباء العالمية، إنما تحكمها ظروف السوق البترولية، وما تتعرض له من تقلبات في الأسعار، مما يجعل التصريح لمثل هذه الوكالات الأجنبية، والتي لها علاقة واضحة بالسوق والأسعار، يؤثر على وضع السوق البترولية الدولية، وحركة الأسعار فيها، مما له تأثير مباشر على مصالح الدول المصدرة للبترول، ومن أهمها المملكة. كما أنه لا يخفى على الوسط الإعلامي دور وزارة البترول والثروة المعدنية الإيجابي في التعامل المستمر مع وسائل الإعلام عموماً، ومع الصحافة المحلية خصوصاً في المناسبات والملتقيات البترولية، بالإضافة إلى قيام الوزارة بعقد دورة للصحفيين السعوديين، ولمدة أسبوع، شملت التعريف بالموضوعات المختصة بالبترول والغاز، شارك فيها كبار مسؤولي الوزارة بمحاضرات وأوراق عمل، وسهلت للمشاركين زيارة تعريفية إلى مقر شركة أرامكو السعودية، بهدف الاطلاع - عن قرب- على الصناعة البترولية في الشركة الوطنية الكبرى المنتجة للبترول. كما أن الوزارة ترأس لجنة الإعلام البترولي لدول مجلس التعاون الخليجية، والتي أنجزت مؤخراً صياغة إستراتيجية الإعلام البترولي، واعتمدها وزراء البترول في دول مجلس التعاون في الاجتماع الوزاري الأخير، وهي إستراتيجية مختصة شملت أهداف الإعلام البترولي وسياساته وآليات تنفيذها، وذلك بهدف تطوير أداء الإعلام البترولي في الإعلام الاقتصادي المحلي، ولعل أول إنجازات هذه اللجنة هو عقد أول ملتقى للإعلام البترولي في مارس 2013 في دولة الكويت. ولا شك أن الكاتب الشيحي أحد الكتاب المخلصين، الذين يهمهم الصالح العام، والبحث عن الحقيقة، إلا أن ما ينقصه، وعلى الأقل في المقال المشار إليه أعلاه، هو عدم تحري الحقيقة، آمل ألا يكون هذا ديدنه في المقالات الأخرى، وبالذات أننا نعيش في عالم يتسم بالشفافية، من خلال محركات بحث متنوعة ومتوافرة في الإنترنت، مثل جوجل وغيره، والتي لو استخدمها الكاتب الشيحي بحثاً عن الحقيقة، لما كتب مقالته بهذا الشكل المتسرع.