أرجع الكاتب محمد القشعمي سبب إيقاف صحيفة أخبار الظهران عن الصدور إلى مقال نشر في العدد الثالث والأربعين في 16 رمضان 1376، بعنوان "ضوء على الدول الاستعمارية.. الاستعمار وليد الاستثمار والرأسمالية"، مرجحا أن يكون توقيع كاتب المقال "محمد خلف الأنصاري" اسما مستعارا. وقال القشعمي خلال أمسية المنتدى الثقافي بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مساء أول من أمس "عبدالكريم الجهيمان والريادة الصحفية في المنطقة الشرقية"، إن الجهيمان ذكر في مذكراته أن الصحيفة أوقفت بسبب مقال بتوقيع محمد بن عبدالله ولضيق الوقت لم يتمكن من عرضه على الرقابة، التي تعني أن تسلم المقالات لرئيس المحكمة الشرعية بالظهران وكان وقتها الشيخ سليمان العبيد لإجازة النشر. وأوضح القشعمي أنه تتبع أعداد الجريدة باحثا عن ما يسمى بمحمد بن عبدالله الذي بسببه أوقفت الصحيفة كما ذكره الجهيمان فلم يجده سوى في بريد القراء العدد "15" الصادر 15 محرم 1375، لافتا إلى أن الصحيفة سارت في طريق مرسوم لنشر العلم والثقافة والرقي بالبلاد، وأصبحت صحف البلاد المجاورة تغبطهم على ما يتمتعون به من حرية في النقد والتوجيه ومصارحة ولي الأمر، مما شجع بعض أدباء المنطقة لطلب ترخيص لإصدار الصحف والمجلات، وكان من السباقين إلى ميدان الصحافة يوسف الشيخ يعقوب وطلب ترخيصا ل"الفجر الجديد" صدرت منها بضعة أعداد وتوقفت. وذكر القشعمي أن الجهيمان كان ينخل الكتابات التي ترد الصحيفة ولا ينشر إلا ما كان معتدلا يرمي إلى مصلحة وطنية، وكان يلقى لوما من بعض الشخصيات لعدم نشر أفكارهم التي تطالب بقفزات واسعة غير مأمونة العواقب، وقد نهج سلوكا وسطا، فلا إفراط ولا تفريط. وتطرق القشعمي في حديثه إلى سيرة الجهيمان وبداياته وكيف كان متشددا وبداياته في التأليف في المقررات المدرسية، بالإضافة إلى سفرياته وذكرياته وبعض من مواقفه الطريفة التي مر بها، كما تطرق إلى تفرغه لجمع الأمثال الشعبية وإصدارها في خمسة مجلدات تحت عنوان "أساطير شعبية من قلب جزيرة العرب"، وإصداره مجموعة قصصية للأطفال في سلسلتين هما"مكتبة الطفل في الجزيرة العربية" و"مكتبة أشبال العرب".