في اليوم الرابع من التدخل الفرنسي لضرب جماعات إسلامية متطرفة على صلة بتنظيم القاعدة في مالي، أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان ،أمس، أن المسلحين تراجعوا في شرق مالي، ولكن القوات الفرنسية تواجه وضعا صعبا في غرب البلاد، فيما هدد جهاديون في شمال مالي أمس، بأنهم "سيضربون فرنسا في الصميم"، بعد تعرض مواقعهم لغارات جوية فرنسية كما أعلن أبو دردار مسؤول في حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا. ومن المرتقب أن يجتمع مجلس الأمن الدولي، بمبادرة من فرنسا، لإطلاع شركائها على الوضع في مالي وتدخلها العسكري في هذا البلد. وقال لودريان لدى خروجه من اجتماع مجلس الدفاع في الإليزيه: "إن تطور الوضع يتفق مع توجيهات" الرئيس الفرنسي، "إنه يتطور بصورة مواتية". وأضاف "في شرق مالي، تم قطع الطريق على المجموعات الإرهابية، أخليت مدينة كونا والمجموعات الإرهابية تراجعت نحو دوينتزا". وتابع "في غاو، نفذت أول من أمس، عدد من الضربات الهادفة على قاعدة خلفية لجماعة التوحيد والجهاد أعطت نتائج جيدة للغاية، وأدت إلى تشتيت عناصر هذه المجموعة الإرهابية باتجاه الشرق والجنوب". وقال الوزير: "ما تزال هناك نقطة صعبة في الغرب"، حيث تواجه القوات الفرنسية "مجموعات جيدة التسليح، وحيث تتواصل العمليات مع القوات المالية، التي أبدت بسالة عالية الجمعة الماضي في الشرق". وأشار إلى أن المتمردين الإسلاميين سيطروا على بلدة ديابالي في وسط مالي، بعد قتال شرس ومقاومة من جيش مالي، الذي لم يستطع صدهم.إلى ذلك رحب حلف شمال الأطلسي أمس، بالتدخل العسكري الفرنسي في مالي، لكنه قال: إنه لم يتلق أي طلب فرنسي لتقديم المساعدة. وقالت المتحدثة باسم الحلف، أونا لونجسكو، للصحفيين "لم نتلق أي طلب، ولم تجر أي مناقشة داخل الحلف للوضع في مالي. بهذا الشكل فإن الحلف ليس ضالعا في هذه الأزمة". ومن جانبه قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية، مايكل مان، إن الاتحاد لا يعتزم منح مهمته العسكرية التدريبية المقبلة في مالي أي دور قتالي. وقتل أكثر من 60 متمردا أول من أمس، في مدينة غاو شمال مالي ومحيطها، في قصف كثيف للقوات الفرنسية. وأعلن المسؤول في الحركة الوطنية لتحرير ازواد، موسى اغ اساريد، أن متمردي حركة الطوارق "مستعدون لمساعدة" الجيش الفرنسي في التصدي للمجموعات الإسلامية المسلحة في شمال مالي من خلال "التحرك على الأرض".