أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "الوحدة الوطنية هي الأساس الذي يقوم عليه العمل الوطني الفلسطيني وأن الحفاظ على الشخصية الوطنية له الأولوية، فلولا ذلك لما استطعنا أن ننقل القضية من وضعية البؤس ومن حجم خيمة لاجئين إلى وضعية القضية الأهم على المسرح الدولي". وأضاف في كلمة عبر الفيديو إلى حشود كبيرة في ساحة السرايا في وسط مدينة غزة أمس للاحتفال بذكرى انطلاقة حركة فتح "إلى غدٍ قريبٍ إن شاء الله، نحقق فيه وحدتنا، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال، ليرتفع علم دولة فلسطين، على كنائس القدس ومآذنها، مثلما كان يردد زعيمنا ياسر عرفات، في كل مناسبة". وكان الاحتفال هو الأول الذي تنظمه فتح في غزة منذ 2007، غير أنه أظهر ملامح لوحدة فلسطينية محتملة إذ قامت الأجهزة التابعة لحركة حماس بترتيب تسهيلات وصول الفلسطينيين من كل أنحاء غزة إلى موقع الحفل فيما قامت فضائية الحركة المعروفة باسم "الأقصى" ببث المهرجان وكلمة الرئيس الفلسطيني بشكل مباشر. وقال عباس" كان حالنا يوم انطلاقتنا أصعب مما هو عليه اليوم، فلم يكن العالم يعترف بوجود شعبنا خارج وضعية اللجوء والبؤس ولم يكن لنا كيان ولا دولة على خارطة العالم السياسية الذي صَنَّفَنَا كقضية لاجئين بحاجة إلى الإحسان فقط، ولكن طليعة من هذا الشعب الأبي قررت تغيير مجرى التاريخ، فكانت ثورتكم المعاصرة التي نقلت قضية شعبكم، بالتضحيات والعزيمة والإيمان، إلى وضعية دولة لها علمها الذي يرتفع جنباً إلى جنب، مع أعلام بقية دول العالم في الأممالمتحدة". وأضاف "على صعيد غزة، الأرض الفلسطينية الأولى التي خرج منها الجيش والمستوطنون، فإننا نولي جُل اهتمامنا لإنهاء الحصار لكي تكون غزة حرة طليقة موصولة بباقي أجزاء وطننا". ومن جهته اعتبر المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن "احتفالات غزة رسالة واضحة واستفتاء شعبي شامل على دعم الجماهير الفلسطينية للخط السياسي الصحيح للقيادة الفلسطينية ولرئيس دولة فلسطين". وقال "الربيع الفلسطيني الحالي هو ربيع الانتصار في الأممالمتحدة وربيع الموقف المحافظ على الثوابت الفلسطينية". إلى ذلك أفاد استطلاع للرأي نشر أمس بأن غالبية الإسرائيليين توافق على إقامة دولة فلسطينية، لكنها لا تعتقد أنه سيكون هناك اتفاق سلام، ولا تعتبر الرئيس الفلسطيني "شريكا للسلام"، وذلك قبل أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات التشريعية. وردا على سؤال "هل تؤيد أم تعارض فكرة دولتين لشعبين أي إقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل؟"، أجاب 53,5% من المستطلعين أنهم يدعمون هذا الاقتراح، بينما يرفضه 38% منهم وبقي الآخرون دون رأي.