سجل الثوار أمس تقدما واضحا على الأرض، داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، حسبما ذكر أحد سكان المخيم، مشيرا إلى أن "مئات من عناصر الجيش السوري الحر متواجدون" داخل المخيم. ودخل الرجل المخيم لجلب أغراض شخصية من منزله قبل أن يغادره من جديد. وأشار إلى دعوات وجهت من مساجد المخيم الواقع في جنوب العاصمة السورية عبر مكبرات الصوت إلى السكان ليغادروا المكان. ويبلغ عدد سكان المخيم 150 ألفا، غالبيتهم من الفلسطينيين، لكن بينهم سوريون أيضا. وقد نزح قسم كبير منهم خلال اليومين الماضيين، بسبب الاشتباكات التي وقعت داخل المخيم بين مقاتلين معارضين للنظام وفلسطينيين موالين له. كما تعرض المخيم الأحد الماضي لغارات جوية من طيران حربي تابع لجيش النظام، مما تسبب بمقتل ثمانية أشخاص. وتابع الشاهد أن "البعض قرر الامتثال للإنذار والبعض الآخر قرر البقاء". وقال: إنه شاهد في شوارع المخيم عددا من عناصر الجيش الحر، الذين قدموا من أحياء مجاورة، لا سيما الحجر الأسود ويلدا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "اشتباكات عند أطراف المخيم ومنطقة الحجر الأسود بين القوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية -القيادة العامة من جهة ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة بينهم فلسطينيون أيضا". وأسفرت الاشتباكات "عن إحراق آلية ثقيلة للقوات النظامية، وسقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين". وقال فلسطيني من سكان المخيم إن "وضع الجيش الحر الإستراتيجي جيد في المخيم، وإن عناصره دخلوا المخيم من الجهة الجنوبية، وبات في إمكانهم إدخال تعزيزات". وأشار إلى أزمة إنسانية حادة في المخيم الذي يخلو من المستشفيات، و"الطرق فيه باتت غير آمنة". إلى ذلك أكدت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، أن هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة تلقى صعوبات متزايدة لمساعدة السوريين، بسبب "تصعيد العنف"، و"نقص الشركاء" الإنسانيين على الأرض. وقالت إليزابيث بايرز، في مؤتمر صحفي في جنيف: "إن الحاجات الإنسانية تتزايد حاليا في سورية"، حيث يوزع برنامج الأغذية العالمي معظم مساعداته بفضل الهلال الأحمر السوري. وأضافت أن نحو 2.5 مليون شخص يحتاجون لمساعدة غذائية. وأوضحت المتحدثة أن البرنامج لا يتمكن في الوقت الحاضر سوى بلوغ 1.3 مليون شخص شهريا، معربة عن أسفها ل"تصعيد العنف"، خاصة في شمال البلاد. ودليل على هذا العنف المتزايد أشارت الوكالة في بيان إلى "أن الهجمات على شاحنات برنامج الأغذية العالمي ازدادت في الأسابيع الأخيرة". وقد سجل البرنامج عشر هجمات منذ أكتوبر معظمها في الأسابيع الأخيرة، لكن في معظم الحالات تمكنت الوكالة الأممية من استعادة المؤن بفضل مفاوضات عبر "أطراف أخرى". وأكدت بايرز أن السكان يواجهون "نقصا في الخبز خصوصا بسبب نقص الوقود الضروري لتشغيل المخابز".