قتل 18 عنصراً على الاقل من القوات النظامية السورية في اشتباكات مع مقاتلين معارضين في محيط تجمع عسكري في شمال سورية قرب الحدود مع تركيا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. كما شنت الطائرات الحربية السورية غارتين قرب المناطق الحدودية مع تركيا التي عززت اجراءاتها الامنية وقامت بإخلاء ثلاث قرى تركية حدودية ل «دواعٍ امنية». وقال وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ في لهجة تحذيرية امس إن الجيش التركي لن يتردد في الرد على الجيش السوري اذا شعر بأن امن البلاد مهدد. وأفاد يلمظ «مواطنونا والسكان الذين يعيشون في هذه المنطقة يجب الا يشعروا بالقلق. القوات المسلحة التركية تقوم بواجبها ليل نهار وقواتنا المنتشرة في المنطقة لديها تفويض بالرد الفوري اذا اعتبرت ذلك ضرورياً». يأتي ذلك فيما قال ناشطون إن مقاتلين سوريين تمكنوا من السيطرة على قريتين في المنطقة المنزوعة السلاح بين سورية واسرائيل في هضبة الجولان. كما تجدد إطلاق النار في قرى سورية في محافظة القنيطرة القريبة من الحدود مع الجولان المحتل، وسمع دوي إطلاق نار وقذائف مدفعية بشكل متفرق في تلك المناطق. وحذرت اسرائيل سورية مراراً من امتداد الصراع اليها. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك امس في تصريحات نقلتها وكالة «اسوشييتد برس» إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «يمر بحالة تفكك مؤلمة». وأفاد باراك خلال زيارة إلى الجولان: «تقريباً كل القرى على سفح تلال الجولان حتى أعلى، بالفعل في أيدي المتمردين»، مشيراً إلى السفوح الشرقية للجولان حيث يقاتل الجيش السوري المسلحين. وتابع باراك: «الجيش السوري يظهر افتقاده للفاعلية». من ناحيته، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي رافق باراك إلى الجولان في زيارة بقت طي الكتمان حتى غادر الاثنان، إن إسرائيل قلقة بشكل متزايد من ان قواتها في الجولان والمستوطنين هناك قد يتعرضون لهجمات. كما قال نتانياهو في بيان لاحق إن النظام السوري يزداد ضعفاً وسيطرته تزداد تهميشاً وان «التنظيمات الجهادية» التي دخلت سورية وتشكل تهديداً أخطر على إسرائيل تزداد قوة. وقال المرصد السوري إنه بعد قتال عنيف على مدار الأسبوع الماضي، تمكن المسلحون من السيطرة على قريتي البريقة وبئر عجم. وتقع القريتان في المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان التي تخضع للحكم السوري، إلا أنه لا يسمح للقوات السورية بدخولها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الصادر عن الأممالمتحدة. وقال المرصد السوري «قتل ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية وأصيب عدد آخر بجروح وذلك اثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط تجمع اصفر نجار العسكري» في محافظة الحسكة قرب الحدود التركية، مشيراً الى ان المقاتلين سيطروا «في شكل كامل» على هذا التجمع القريب من مدينة رأس العين الخاضعة لسيطرتهم. وأوضح المرصد ان الاشتباكات ادت ايضاً الى «مقتل ما لا يقل عن ثلاثة مقاتلين وإصابة اكثر من عشرة بجروح»، مشيراً الى ان «من تبقى من عناصر القوات النظامية فروا في اتجاه المنطقة الواقعة بين مقبرة رأس العين واحد روافد نهر الخابور الذي يمر في المنطقة». كما تدور اشتباكات «بين قرويين مسلحين موالين للنظام ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط المدينة على طريق رأس العين - تل تمر، وطريق رأس العين - القامشلي». وكان المرصد أفاد عن شن الطائرات الحربية غارتين جويتين على مدينة رأس العين، الى سلسلة غارات على تجمعات لهم في مناطق تشهد اشتباكات مثل تل حلف واصفر نجار القريبتين. وقال مراسل ل «رويترز» في بلدة جيلانبينار التركية الحدودية إن الطائرة وجهت ضربتين قبل ان تلف وتعود لتقصف مرة أخرى مما أدى إلى اهتزاز المباني على الجانب التركي من الحدود وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان إلى الهواء. وهذا هو اليوم الثالث من القصف الجوي، الذي قرّب مرة أخرى الحرب السورية إلى الأراضي التركية ومثل اختباراً لتعهد انقرة سابقاً بالدفاع عن نفسها في مواجهة أي امتداد للعنف من سورية. وقال مسؤول أمني ل «رويترز» إنه على بعد نحو 140 كيلومتراً إلى الغرب تم إخلاء ثلاث قرى حدودية تركية ل «دواعٍ أمنية». وقالت تقارير صحفية تركية إن إجمالي عدد سكان القرى الواقعة في منطقة سوروك بإقليم شانلي أورفة يقدر بنحو ألف نسمة. ورفض المسؤول الإسهاب لكن هذه الخطوة تعني احتمال اتساع نطاق اشتباكات حدودية. واستقدمت القوات النظامية حشوداً الى محيط المدينة تقدر بنحو ألف جندي ودبابات وناقلات جند مدرعة ومدفعية، وفق المرصد. وكان المقاتلون المعارضون سيطروا على هذه المدينة الحدودية الجمعة بعد اشتباكات مع القوات النظامية. إلى ذلك، تستمر الغارات الجوية في مناطق مختلفة من البلاد، وفق ما افاد المرصد. وقال المرصد في رسالة الكترونية ان اشتباكات عنيفة تدور «في حيي التضامن والحجر الاسود بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب مقاتلة ترافقت مع سقوط قذائف على الاحياء الجنوبية من دمشق». وكان المرصد تحدث صباح امس عن سقوط قذائف على «مخيم فلسطين» للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة من دون تحديد مصدرها، بينما تعرض حي العسالي للقصف وشهد مخيم اليرموك وحي التضامن اشتباكات وقصفاً ليلاً، وفق المرصد. وفي ريف دمشق، شنت طائرة حربية غارة على مدينة حرستا التي استقدمت القوات النظامية تعزيزات اضافية اليها، وفق المرصد الذي اشار الى قصف على مناطق في الغوطة الشرقية. كما انفجرت عبوة ناسفة في محل تجاري في أحد أحياء غرب دمشق، ما تسبب بحريق وأضرار مادية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا). وقال الوكالة: «انفجرت عبوة ناسفة زرعها الإرهابيون عند باب محل تجاري بحي الشيخ سعد في منطقة المغرة بدمشق، ما أدى الى نشوب حريق في المحل من دون وقوع ضحايا أو إصابات بين المواطنين». وفي حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ نحو اربعة اشهر، نقل مراسل «فرانس برس» عن مصدر عسكري قوله ان المقاتلين المعارضين سيطروا على مستشفى الكندي وحاجز عسكري هو الاخير للقوات النظامية في شمال المدينة. وقال المصدر ان المقاتلين «شنوا الساعة 3:00 فجراً (1:00 ت غ) هجوماً شاملاً على الحاجز العسكري مقابل مستشفى الكندي»، مؤكداً انهم «نجحوا في السيطرة على الحاجز والمستشفى». وقالت طالبة تبلغ من العمر 25 سنة تقيم في الجوار «ذقت ليلة من العمر أحسست بأنها الأخيرة. كان المنظر مروعاً، وصوت الرصاص لم يتوقف على مدى ساعة ونصف ساعة». وأشارت إلى ان «المسلحين امطروا الحاجز والمستشفى حيث يوجد جيش (نظامي) بأكثر من 20 قذيفة هاون. كنا نصلي لكي يبزغ الفجر وتتوقف الاشتباكات لنرحل من منزلنا. لم نصدق أننا سنظل أحياء حتى الصباح». وأضافت ان «حالة من الهلع» دبت في مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين «وكل من لديه سلاح في منزله تناوله وخرج إلى شوارع المخيم خوفاً من اقتحامه من قبل المسلحين». وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية، تترافق مع قصف مروحي تتعرض له المدينة، وفق المرصد. وشن الطيران الحربي السوري صباح امس غارات على المدينة، كما دارت اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف القريب منها والمحاصر منذ نحو شهر. من جهتها، قالت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان القوات النظامية «دمرت تجمعات للارهابيين في ريف محافظة ادلب وقضت على اعداد منهم». في محافظة القنيطرة (جنوب)، قال المرصد ان اشتباكات متقطعة تدور على اطراف قرية رويحينة الواقعة خارج المنطقة المنزوعة السلاح، بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، وفق المرصد. وتشهد هذه المنطقة اشتباكات في الفترة الاخيرة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، تخللها سقوط قذائف من الجهة السورية على الجانب المحتل من الجولان، مما استدعى رداً اسرائيلياً.