بجبالها المكتسية بالخضرة والمدرجات الزراعية، ومنازلها الأسطوانية القديمة ذات الطراز المعماري الفريد، وبحلل الضباب الذي لا يكاد يفارقها حتى سميت معشوقة الضباب، استقبلت فيفا زوارها من المملكة ودول الخليج بالأمطار والضباب والجبال الشاهقة، التي أضفت على أجوائها الاعتدال على مدار العام. تشتهر فيفا بغطاء نباتي كبير، نظراً لخصوبة تربتها التي تنتج عشرات الأنواع من الأشجار العطرية المشهورة، كالكادي والبعيثران والفنكة والريحان وغيرها، والتي غالباً ما تكون هدية أبناء فيفاء لزوارها. "الوطن" خلال جولتها في عدة مواقع من فيفاء، التقت بعدد من السياح في استطلاع لانطباعهم عن فيفاء. حيث قال محمود آل علي "من الكويت": حقيقة لم أتصور في يوم من الأيام أن في المملكة مثل هذه المنطقة إطلاقاً ولولا أن أحد الأصدقاء أصر علي في زيارتها كونه زارها من قبل لما اطلعت على هذا الجمال الأخاذ، ولكن ما يعكر الصفو هو تلك العقبات الإسفلتية المنحدرة والمخيفة ألتي كانت صعبة علينا للغاية. وأضاف سعود الشمراني، أن مثل هذه المنطقة من المفترض أن تجد اهتماماً إعلامياً وتنموياً بشكل أفضل، كون الطبيعة البكر هنا رائعة جدا. وأبدى سليمان نمشان "من الكويت" إعجابه بالمنطقة واستغرب من غياب المستثمرين في مجال السياحة عن هذه المنطقة في ظل ما تمتلكه من مقومات طبيعية جميلة وغابات كثيفة وتحف معمارية ملفتة. والتقت "الوطن" مع رئيس مركز فيفا عليوي بن قيض العنزي، حيث أشار الى أن فيفا تستقبل عدة مشاريع ضخمة، منها مكرمة خادم الحرمين الشريفين لأبناء فيفاء والتي بلغت ميزانيتها مليار ريال تقريبا لتنفيذ طريق مزدوج من شرق فيفاء لغربها ومن غربها لشرقها والذي بدأت مراحله الأولى فعلياً، ومشروع الصرف الصحي الذي تمت ترسيته قبل أسبوع تقريباً ومشروع المياه الذي سيدخل المراحل الفعلية قريبا، وأضاف العنزي، تقوم البلدية على تنفيذ عدد من المشاريع السياحية، وهناك طموحات أن تكون فيفاء في العام القادم مهيأة بشكل أكبر من الوقت الراهن لاستقبال عدد أكبر من السياح المتوافدين على المنطقة. من جانبه تحدث رئيس بلدية فيفاء المهندس مشهور الشماخي، عن الجهود المتواصلة لتهيئة بعض المنتجعات السياحية بشكل عاجل، منها منتجع الدفرة الذي يكاد يكون في الخطوة الأخيرة من إتمامه، مؤكداً أن هناك مشاريع سياحية كبيرة تشمل عدة جوانب من الحدائق العامة والمنتزهات والطرق والمنتجعات سترى النور قريباً.