أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أندرس فوغ راسموسن أن استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية سيؤدي إلى رد فعل "فوري" من الأسرة الدولية. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما هدد بشكل مباشر نظيره السوري "بعواقب" إذا استخدم أسلحة كيميائية. وقال أوباما في واشنطن "أمس أود أن أقول بكل وضوح للأسد والذين يطيعون أوامره إن العالم أجمع يراقبكم. إن اللجوء إلى أسلحة كيميائية غير مقبول وسيكون غير مقبول بتاتا". وأضاف "إذا ارتكبتم الخطأ الجسيم باستخدام هذه الأسلحة، فستكون هناك عواقب وستحاسبون عليها. لا يمكننا أن نسمح بأن يغرق القرن الحادي والعشرون في السواد بسبب أسوأ أسلحة القرن العشرين". وتابع "سنواصل دعم التطلعات المشروعة للسوريين وسنتعاون مع المعارضة وسنقدم لها المساعدة الإنسانية وسنعمل على عملية انتقالية نحو سورية محررة من نظام بشار الأسد". من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن "الولاياتالمتحدة قلقة من فكرة نظام يضيق الخناق عليه يفكر في استخدام أسلحة كيميائية ضد السوريين". وكانت التحذيرات العلنية التي وجهتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى نظام الأسد أول من أمس من أن استخدام الأسلحة الكيماوية هو "خط أحمر" أثارت بعض التساؤلات في واشنطن حول سبب العودة إلى إثارة هذه القضية بعد أن هدأت بعض الشيء على أثر تحذيرات مشابهة صدرت أيضا عن واشنطن في أكتوبر الماضي. وتبين من خلال رصد ما قيل بهذا الشأن في وزارة الدفاع الأميركية أن واشنطن تلقت تقارير بالغة الحساسية من داخل المواقع التي يخزن فيها النظام السوري مكونات أسلحته الكيماوية، تفيد بأن أمرا مفاجئا صدر إلى مهندسي تلك المواقع بتركيب المكونات وإعداد المواد السامة ليتسنى استخدامها على هيئة عبوات مدفعية وقنابل تلقى جوا بالإضافة إلى رؤوس تحملها صواريخ متوسطة المدى. وأشارت التقارير إلى أن ما حدث بعد ذلك من قيام المهندسين بخلط مكونات غاز الأعصاب بصفة خاصة بعد نقلها إلى مواقع خاصة بالتركيب أي بعيدا عن مواقع التخزين. كما أشارت تلك التقارير إلى خلط أن المكونات لم يحدث على كميات كبيرة من المخزونات التي تبلغ نحو 500 طن متري وإنما اقتصرت على كميات محدودة تم خلطها في موقع واحد من المواقع المعدة لذلك. وذكرت التقارير أن عمليات تركيب الغاز عبر خلط عنصريه الأساسيين تتم وفق معدلات بطيئة وبدون اتخاذ خطوات لتعبئة رؤوس طلقات المدفعية أي بدون اتخاذ الخطوة الأخيرة بعد. وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج "أبلغنا سلطات دمشق بان أي استخدام لتلك الأسلحة سيكون في نظرنا خطوة بالغة الخطورة يتحتم الرد عليها بسرعة كبيرة حتى لا نشهد مأساة إنسانية متكاملة الأبعاد". وتوالت ردود الأفعال المحذرة للنظام السوري بشان أي استخدام للسلاح الكيميائي، ففي برلين حذر وزير الخارجية الألماني جيدو فستر فيليه في بيان أمس من مغبة اللجوء إلى استخدام تلك الأسلحة، معتبرا ذلك "غير مقبول على الإطلاق". كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن استخدام سورية أسلحتها الكيميائية سيؤدي إلى "رد فعل" من الأسرة الدولية. وفي بكين أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي أن بلاده تعارض استخدام سورية لتلك الأسلحة. وقال "نأمل أيضا أن تحترم كل الأطراف المواثيق الدولية بشأن حظر الأسلحة الكيماوية".