تشكو "أم سعاد" وهي أم لأربعة أولاد من تعمد أبنائها المزاح مع شقيقهم الصغير بطريقة "مرعبة". تقول "أبنائي يلعبون مع أخيهم الصغير بطريقة خاطئة، فهم يحاولون تخويفه ليضحكوا، وعندما أؤنبهم يعتذرون، ويؤكدون أنه ليس في نيتهم إلا المرح، وتتكرر تلك المواقف بشكل يومي، وحاولت مرارا إقناعهم بأن هذا الأسلوب قد يسبب له أذى، دون جدوى، مما يجعلني في حيرة من أمري". مزاح الأسرة مع الأطفال ظاهرة اعتيادية، ولكن في بعض الأحيان قد يؤدي إلى الإضرار بالطفل، ومن أساليب المزاح الخاطئة لجوء الكبار إلى تخويف الصغار بإصدار أصوات حيوانات، أو تقمص شخصيات مخيفة، مما يعكس داخله آثارا نفسية خطيرة. "أم ليان" تعاني هي الأخرى من هذه المشكلة بشكل كبير، تقول "اعتاد أشقاء زوجي كلما زارونا في المنزل على المزاح مع ابنتي، ولكن يتم ذلك بطريقة مخيفة، بارتداء أقنعة مرعبة، ومفاجأتها عند زيارتنا، وما إن تشاهد الطفلة هذا المشهد حتى تفزع، وتصرخ، وتركض باكية بحثا عني". وأضافت أنها عندما طلبت منهم التوقف عن ذلك تعللوا بأنهم يمزحون، مشيرة إلى أن هذا الفزع الممنهج تسبب في مرض ابنتها، حيث تستيقظ في الليل، وهي تصرخ وتبكي، وهذا من تأثير المزح السخيف. الأخصائية الاجتماعية أماني العجلان تقول في حديثها ل"الوطن" إن "تعامل الأشخاص البالغين مع الأطفال بمثل هذا السلوك ثقافة سيئة متوارثة، لا يعرفون عقباها، حيث يتسبب هذا التصرف في أمراض عضوية ونفسية للطفل، منها التأتأة، والتبول اللاإرادي، أو حالات الترقب، والالتصاق بالأم بشكل دائم من الخوف"، مشيرة إلى أن الأطفال ما دون السنوات الخمس غالبا ما يكونون الأكثر تأثرا بمثل هذه المواقف.