تلجأ كثير من الأمهات إلى التهديد والتخويف لإحكام السيطرة على أبنائهن وتصرفاتهم وثنيهم عن الشغب والسلوكيات السلبية. وقد تعلم الناس هذه الأساليب في التربية من ذويهم، ولايزال كثيرون يستخدمونها مع أطفالهم خاصة الصغار رغم عواقبها الوخيمة. وتظهر آثارها على شكل إصابة الأطفال بالتبول اللاإرادي وميل بعضهم للعزلة والانطواء وفقدان الثقة في النفس، كما تسبب الكوابيس والأحلام المزعجة. وتخويف الأطفال لإسكاتهم أو لإجبارهم على النوم من خلال اختلاق شخصيات مرعبة ومخيفة كالغول وحمارة القايلة وأم السعف والليف وبقية الشخصيات المرعبة والمشهورة في التراث الشعبي، أو التهديد بشخصيات حقيقية كالشرطي أو الطبيب يزرع الخوف في داخل الأطفال. والطفل لا يستطيع التفريق بين الخيال والواقع، وعند تخويفه بشخصية خيالية سيعتقد أنها حقيقية. ويظهر هذا الأمر جلياً في خوف الطفل من الظلام ومن النوم لوحده في الغرفة. وتهديد الطفل بجلب الشرطي له أو بإبْرة الطبيب يولد لدى الطفل انطباعا سيئا عن تلك الشخصيات الحقيقية، فيشعر بالرهبة منها والخوف الشديد، ومع تكرار هذا التخويف والترهيب قد تتولد لدى الطفل مشاعر الخوف الشديد من كل شيء حتى من الأمور التي لا تبعث على الخوف مما يؤثر عليه وعلى حالته الصحية والنفسية ويطبع شخصيته بطابع يكون مثار تندر الآخرين به. فينبغي للأم الانتباه جيداً لتأثير طرق التربية وأساليب العقاب التي تتبعها على أبنائها، وأن تفكر في سبب كل سلوك يصدرعنهم، فأي سلوك يقوم به الطفل لابد له من سبب كحاجته للحب والحنان والاهتمام. وأحثها على استخدام أسلوب الحوار والنقاش معهم بدلاً من التهديد بالعقاب. كما أن على الأم تفهم مشاعر أبنائها واحتياجاتهم وتشعرهم بحبها واهتمامها وتساعدهم على التخلص من المخاوف. كما أن عليها أن تعلمهم السلوكيات الإيجابية وتغرسها لديهم من خلال تشجيعهم في كل مرة يحسنوا فيها التصرف.