لا يكاد يخلو طريق من طرق نجران الفرعية أو الرئيسية من فاجعة حادث سير أو دهس يتناقلها الناس، إلا أن اللافت في الأمر أنها أضحت تتكرر بشكل شبه يومي حتى يخال لك أن رائحة الدماء تنبعث من الأسفلت نتيجة الحوادث المرورية المأساوية التي تشهدها المنطقة بكثرة خاصة في العامين الأخيرين. وتشترك مسببات الحوادث المرورية في طرق المنطقة ما بين أخطاء يتحملها السائقون نتيجة التهور الزائد ومخالفات عدة، وبين أخطاء هندسية في تصميم الطرق من قبل الجهات المسؤولة والتي كانت في كثير من الأحيان المسبب الرئيس للمآسي والفواجع المتكررة، إلى جانب غياب الرقابة المرورية عن أغلب الطرق. "الوطن" نفذت جولة ميدانية على بعض الطرق التقت خلالها بالمواطن حمد آل منصور، الذي أكد أن بعض مسببات الحوادث هي بسبب تقاطعات وضعت بطريقة عشوائية دون وجود مطبات صناعية أو حتى لوحات إرشادية وأصبحت مسرحا للحوادث المروعة التي يذهب ضحيتها شباب في عمر الزهور، إلى جانب غياب دوريات المرور عن متابعة الطرق للحد من سرعة السائقين خصوصا في ظل غياب نظام ساهر، مشيرا إلى تعدي أغلب السائقين للسرعة المسموح بها نظاما خاصة في طريق الملك عبدالله - وسط المدينة - الذي يكتظ بالتقاطعات الخطرة ويعتبر الطريق الأكثر في نسبة الحوادث، نظرا لغياب دوريات المرور. وأضاف المواطن هادي آل أبو غبار، أن تنفيذ بعض الطرق بشكل هندسي غير مناسب تسبب في أغلب الحوادث مستشهدا بطريق الملك عبدالعزيز بداء من تقاطعه مع طريق الملك فهد وصولا إلى المطار، إذ إن الطريق شهد أخطاء هندسية من خلال تنفيذ دوارين في مستوى منخفض عن الطريق دون وجود مجسمات تنبه السائقين إلى وجود الدوار، وشهدت عدد من الحوادث المأساوية. فيما بين المواطن عبدالله الحارثي، أن أغلب الحوادث خاصة في شرق المنطقة "الغويلا، حائرة السلم، الخرعاء" هي بسبب مشاريع سفلتة نفذتها ولا تزال إدارة الطرق ووضعت بها تقاطعات خطرة دون وجود مطبات صناعية أو حتى لوحات إرشادية رغم المطالبات المستمرة نظرا للحوادث اليومية المفجعة على الطريق والتي تذهب ضحيتها أحيانا أسر كاملة. من جهته، لم يرد مدير إدارة مرور نجران العقيد علي سعد آل هطيلة على اتصالات "الوطن" المتكررة منذ الأسبوع الماضي، إضافة إلى تجاهله للرسائل النصية التي أرسلت على هاتفه، كما تجاهل مدير إدارة الطرق والمواصلات بالمنطقة المهندس ناصر بجاش الاتصالات والرسائل المتكررة.