يسيطر الثوار السوريون على المزيد من المساحات في شمال وشرق سورية، بمواجهة قوات النظام الذي سعى أمس إلى اقتحام بلدة طفس في درعا، وتعزيز ميليشياته استعدادا لمعركة دمشق المصيرية، فيما شنت طائرات النظام غارة جوية على معصرة زيتون قرب مدينة إدلب، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين. ونقل الناشط طارق عبدالحق، عن سكان قرب معصرة أبو هلال قولهم: إن 20 شخصا على الأقل قتلوا، وأصيب 50 في الهجوم. وأفاد نشطاء أنه ليس من الواضح ما إذا كان هناك هدف لمقاتلي المعارضة في المنطقة، وأن الضحايا من المدنيين. وذكروا أن طائرة ألقت باثنين من البراميل المتفجرة أصابتا المعصرة، وأن الثوار قدموا العلاج الطبي للضحايا وساعدوا على إجلائهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان "وردت معلومات عن سقوط العشرات بين شهيد وجريح في الغارة". وتحدثت لجان التنسيق من جهتها عن "مجزرة جديدة تقوم بها قوات النظام أدت إلى سقوط 20 شهيدا وعشرات الجرحى جراء غارة جوية من الطيران الحربي على معصرة زيتون". كما استولى الثوار على مقر كتيبة للدفاع الجوي على بعد 15 كيلومترا جنوب شرق مدينة حلب. وأكد المرصد أن "مقاتلين من عدة كتائب اقتحموا كتيبة الدفاع الجوي في قرية المنطار في ريف حلب وقتلوا وأسروا 70 من عناصرالقوات النظامية وسيطروا على أسلحة وذخائر"، مشيرا إلى مقتل ستة مقاتلين. وأوضح أن المغانم من الأسلحة تشمل ستة مدافع من طراز 23 ملم، وقاذفات صواريخ وذخائر. من جهة أخرى، ذكر المرصد أن طائرة مروحية "أصيبت بصاروخ مضاد للطيران عندما كانت تشارك في قصف المناطق المحيطة بكتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في ريف حلب وشوهدت النيران تندلع فيها". وفي ريف دمشق حشدت القوات النظامية تعزيزات في منطقة البساتين الواقعة بين كفرسوسة في غرب العاصمة وداريا القريبة من العاصمة والتي تستمر الاشتباكات العنيفة في محيطها منذ أيام. وذكر المرصد أن اشتباكات وقعت أيضا في مدينة حرستا في ريف دمشق، فيما تعرضت بلدات ببيلا والمعضمية وداريا والحجيرة والغوطة الشرقية والزبداني لقصف مصدره القوات النظامية، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى ودمار في بعض المنازل. من جهة ثانية، أفاد المرصد عن مقتل عنصرين من الشرطة العسكرية السورية بانفجار سيارة مفخخة عند حاجز للشرطة في منطقة عرطوز في ريف دمشق. وقال خبراء: إن الثوار يقضمون مزيدا من الأرض في شمال وشرق سورية في مواجهة النظام الذي يعمل على تمتين مواقعه وتعزيز قواته والميليشيات المساندة له، لا سيما العلويين بينها، استعدادا لمعركة دمشق المصيرية. وبهدف تجنب مزيد من الخسائر الفادحة جدا حتى الساعة، والتي تقدر بمقتل أكثر من عشرة آلاف جندي في عشرين شهرا من النزاع، إضافة إلى آلاف عمليات الفرار والانشقاق. يلجأ الجيش، بحسب الخبير العسكري في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن آرام نيرغيزيان إلى "تكثيف الغارات الجوية وخصوصا عمليات القصف المدفعي". في غضون ذلك طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات السورية بوقف فوري لاستخدام القنابل العنقودية "البالغة الخطورة والتي تحظرها معظم الدول". جاء ذلك بعد يومين على غارة جوية على بلدة دير العصافير جنوبدمشق أدت إلى مقتل عدد من الأطفال. وقالت المنظمة في بيان صادر عنها أن 11 طفلا على الأقل قتلوا في الغارة.