قال ناشطون وشهود إن المواجهات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة تواصلت أمس في مناطق سورية عدة وان العشرات سقطوا بين قتيل وجريح، بينهم أطفال في حلب. وأورد التلفزيون الرسمي السوري أن الجيش النظامي قضى على عشرات ممن وصفهم ب «الإرهابيين» كانوا متحصنين بالمدرسة الصناعية في الأتارب بريف حلب. كما شهدت مناطق بالعاصمة دمشق خلال ساعات الفجر الأولى اشتباكات بين الجيش النظامي ومقاتلي الجيش السوري الحر وسمع دوي انفجارات عدة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام السوري واصلت عملياتها العسكرية وإن ما لا يقل عن 40 شخصاً قتلوا أمس في هجمات في حلب ودرعا ودمشق وريفها. فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة قتلوا في غارة جوية شنها الجيش السوري على حي في مدينة حلب حيث تدور منذ أكثر من شهرين معركة ضارية بين قوات النظام ومسلحي المعارضة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس: «ارتفع إلى خمسة عدد الشهداء الذين سقطوا اثر القصف الذي تعرض له حي المعادي، أحد أحياء حلب القديمة ومن الشهداء ثلاثة أطفال من عائلة واحدة»، مضيفاً: «لا يزال هناك بعض الأشخاص تحت الأنقاض». وبحسب المرصد فقد «تعرضت عدة أحياء في مدينة حلب للقصف من قبل القوات النظامية السورية صباحاً حيث استهدف القصف مبنيين في حي المعادي» وفي ريف حلب «تعرضت بلدة حيان للقصف من الطيران ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر». وأظهر فيديو بث على موقع يوتيوب انقاض مبنى انهار بالكامل في حلب، فيما قال ناشطون إن «عائلات بكاملها كانت تقيم فيه». ويتعذر على وسائل الإعلام التحقق من صحة الوقائع أو شريط الفيديو من مصدر مستقل بسبب القيود المشددة التي تفرضها السلطات على وسائل الإعلام الأجنبية. وفي مدينة حلب أيضاً أفاد المرصد أن «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في حي الصاخور بعد تقدم القوات النظامية نحو حي سليمان الحلبي وتترافق الاشتباكات مع قصف عنيف من قبل القوات النظامية على الحي مما أدى لسقوط جرحى وتهدم في المنازل». وفي دمشق بث ناشطون صوراً على مواقع الإنترنت قالوا إنها لقوات النظام السوري وهي تقوم بتفجير مبنى سكني في حي الزاهرة. كما قتل شخص على الأقل بعد انفجار قنبلة كانت مخبأة في كيس فوق جسر للمشاة يقع قرب فندق «فورسيزون» غير بعيد عن مقر انعقاد مؤتمر لأطياف من معارضة الداخل في قلب العاصمة السورية. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن اشتباكات عنيفة استمرت حتى فجر امس بين قوات النظام ومقاتلين من الجيش الحر في منطقة بساتين برزة بدمشق وحرستا مع سماع دوي انفجارات. كما تحدث ناشطون ليلاً عن انفجارات في حيَّي الزاهرة والتضامن وخلف فندق فورسيزون بوسط دمشق. من جهته قال المرصد السوري إن منطقة البساتين بين حيي برزة والقابون في دمشق، ومدينة حرستا بريف دمشق تعرضت للقصف من المروحيات أمس. ونفذت قوات النظام حملة دهم واعتقالات شملت عدداً من المواطنين في حي الحجر الأسود. وفي حي الصالحية بمدينة دمشق خرجت تظاهرة نادت بإسقاط النظام ونصرة المدن المنكوبة. كما أفادت الهيئة العامة للثورة بتعرض مدينة دوما بريف دمشق بعيد منتصف الليلة الماضية لقصف عنيف بالهاون إضافة إلى بلدة مديرا، وسماع انفجار كبير في ضاحية قدسيا. وبحسب المرصد شمل قصف قوات النظام السوري لقرى وبلدات يسيطر عليها المعارضون المسلحون بلدات في محافظات حمص (وسط) حيث قصفت بلدات السعن وتيرمعلة والقصير ما أسفر عن مقتل امرأة وريف دير الزور (شرق) حيث سقط جرحى في قصف على قرى الحسينية والبغيلية. وشمل القصف أيضاً حماة (وسط) حيث سقط أيضاً جرحى في بلدة أبو رمال ودرعا (جنوب) حيث قصفت مدينة داعل بينما قتل ستة جنود نظاميين في هجوم بعبوة ناسفة استهدف شاحنتهم في المحافظة. وأكدت لجان التنسيق المحلية أن 35 جثة قد انتشلت من تحت الأنقاض في حي مشاع الأربعين في حماة وذلك بعد قصف وغارات لقوات النظام يوم أمس. وذكرت قناة سما الفضائية المقربة من النظام السوري أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة وزنها كيلوغرام واحد، وأسفر عن مقتل مدني وإلحاق أضرار مادية بالمكان. أما في اللاذقية فقد أفادت شبكة شام الإخبارية بأن الجيش السوري الحر يحكم قبضته على عدد من قرى ريف اللاذقية. أما في درعا فقد أفادت كتيبة المعتصم بالله -إحدى كتائب الجيش الحر العاملة في المحافظة- بأنها هاجمت مركز تابع للجيش النظامي السوري. وقالت الكتيبة إنها تمكنت من تدمير المركز وقتل قائده وأسر 15 جندياً فيما فر ثلاثة آخرون إلى الجانب الأردني. وأسفرت أعمال العنف في سورية أول من أمس عن سقوط ثلاثين قتيلاً بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.