يعيش نحو 90 ألف طالب وطالبة سعوديين في الولاياتالمتحدة الأميركية، بصفتهم منسوبي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ويضم هذا العدد الطلبة المبتعثين ومرافقيهم، فيما ينتظر أن ينضم إليهم سبعة آلاف مرشح ومرشحة للابتعاث ضمن الدفعة الثامنة من البرنامج، ورغم النجاح الملحوظ الذي يحققه هؤلاء الطلبة في دراستهم، إلا أن هناك بعض الشكاوى من بعض المعوقات التي يواجهها الطلاب، يأتي في مقدمتها تأخر الضمان المالي، والرسوم الدراسية، ومعاملة المشرفين الدراسيين. مدونة "نطالب بتطوير الملحقية" والتي أنشأتها مجموعة من الطلاب المبتعثين في الولاياتالمتحدة الأميركية، استعرضت أبرز المشاكل التي يواجهها المبتعثون ومنها تأخر المشرفين الدراسيين في الرد على استفسارات الطلاب، وتأخر دفع الرسوم الدراسية لبعض الطلاب، مما يترتب عليه غرامات مالية يجبر الطالب على دفعها، وإلا لن يحق له التسجيل لمواد الفصل الدراسي، كذلك التأخر في إصدار الضمان المالي للطالب، مما يترتب عليه وضع الطالب على قائمة الإيقاف في الجامعة، وعدم قدرته على تسجيل المواد. وأبدى مشاركون في المدونة تذمرهم من كثرة عدد الطلاب لكل مشرف دراسي، معتبرين أن ذلك أحد أسباب عدم الرد على الطالب، وانتقدوا نظام إيقاف المكافأة، والذي يعد – بحسب رأيهم - أكبر المخاطر التي يتعرض لها الطالب، إذ يتم إيقاف مكافأته أحيانا دون إنذار مسبق، مما يسبب غرامات على الطالب بسبب تأخر سداد الفواتير. وشملت الانتقادات تباين إجراءات الملحقية في معالجة مشاكل الطلاب، حيث يطلب منهم تعبئة نموذج للبلاغات عن المشاكل، وفي حالات أخرى يطلب منهم التوجه لأحد المواقع الإلكترونية غير المعترف بها لإدخال بياناتهم. وقال الطلاب إن آخر طلبات الملحقية كانت إرسال إيميل لإدارة الخدمات المساندة لحل المشاكل، وهو ما اعتبروه حلولا موقتة. وأبدى طلاب استياءهم من استغراق بعض الطلبات في نظام البوابة الإلكترونية عدة أشهر، حيث لا توجد محاسبة واضحة لتأخر الرد على الطلبات، ولا توجد آلية لتقييم المشرف الدراسي، ولا المدير الإقليمي، في الوقت الذي يحاسب فيه الطالب إذا صدر منه أي تقصير. واعتبر طلاب أن مقدار المكافأة التي تصرف على الطالب لم تعد تفي بالمصاريف، مع ارتفاع الأسعار في أميركا، كما اشتكوا من اضطرارهم في بعض الأحيان للسفر إلى واشنطن لإنهاء معاملاتهم في الملحقية بعد محاولات متكررة للاتصال بها دون جدوى، وأشار بعض إلى أن الطالب يجبر على تأخير طلب تمديد البعثة، وتقديمه قبل 3 أشهر تسبق انتهاء البعثة، مما يضع الطالب تحت ضغوط نفسية تؤثر على مستواه الدراسي. وأخيراً انتقد الطلاب كثرة إجازات الملحقية، والتي تتمتع بالإجازات الرسمية لأميركا، علاوة على إجازات المملكة الرسمية والأعياد. علماً بأن الطالب يحتاج للتواصل مع الملحقية خلال تلك الفترات، فيتعذر ذلك. "الوطن" تواصلت مع مصدر مسؤول داخل الملحقية، للتعقيب على عدد من النقاط المذكورة في المدونة، وأوضح بدوره أن الملحقية تعتمد نظاماً إلكترونياً لإجراء المعاملات، ولا توجد حاجة لمراجعة الملحقية، مشيراً إلى أن الطلاب الذين يقدمون إلى مقر الملحقية في واشنطن، لديهم طلبات غير نظامية، لا يقبلها النظام، مثل تغيير التخصص إلى آخر غير مسموح به، أو التقديم على جامعة لديها تكدس، وغيرها من الحالات. وأكد أن الملحقية تعاقب أي مشرف مقصر لديها، لافتاً إلى إصدار الملحق الثقافي قرارات بالاستغناء عن مجموعة من المشرفين الدراسيين في وقت سابق ثبت سوء تعاملهم مع الطلاب. ونفى المصدر أن يكون هناك معاملات تستغرق عدة أشهر لإنجازها، مشيراً إلى أن أي معاملة إذا كانت نظامية لن تتجاوز عدة أيام.