تحولت ساحات التواصل الإلكترونية إلى مد وجذب بين المبتعثين والمبتعثات يوم أمس، الذي حدده بعض الطلاب موعداً للتجمع أمام السفارة السعودية في واشنطن احتجاجاً على تعامل مسؤولي الملحقية الثقافية السعودية بأميركا مع الطلاب والطالبات السعوديين، إذ كان البعض مؤيداً لفكرة التجمع لعدم وجود تجاوب مع شكاويهم ومطالباتهم وارتفاع مستوى المعاملات المتعثرة، فيما رفض آخرون الفكرة تخوفاً من تحويلها إلى إساءة للمملكة والمبعث السعودي، غير أن يوم أمس مضى هادئاً دون أن يشهد تجمعاً للطلاب الذين كانوا مقررين له الساعة الواحدة بتوقيت أميركا، إلا أن مطالبات الطلاب والطالبات ما زالت مستمرة عبر منتديات ومواقع التواصل الاجتماعي في تحسين أداء الملحقية. وتفاقمت «أزمة الثقة» بين الطلاب مع الملحقية الثقافية السعودية في أميركا مع بداية العام الجاري، بعد أن «وجدوا صعوبات» في تجاوب المشرفين معهم لإيجاد حلول لمشكلاتهم الأكاديمية والتعليمية والمادية، في ظل «التعطل المستمر للبوابة الإلكترونية ورفض استقبال أي ورقة أو طلب تخص الطالب إلا من خلالها»، إذ يوضح أحد المبتعثين، أن معاملته متعثرة في الملحقية وأنه يحتاج إلى 17 يومياً حتى يتلقى رداً من المشرف في الملحقية حولها، بعد أن كان طوال الفترة يحاول أن يراسله على إيميله (البريد الإلكتروني) وهاتفيه ولا يجد أي تجاوب، ما أوجد «لدي هماً أثر في مستواي الدراسي»، فيما انتقد طلابٌ تجاهل بعض المشرفين ومديري الأقاليم ممن «يتناسون أن هناك طلاباً وطالبات مبتعثين وظفوا لخدمتهم، ما تسبب في تعطل دراستنا»، مشيرين إلى أن أكثرهم «لا يردون على الهواتف التي وفرتها لهم الدولة ولا حتى على الإيميلات». وكان مجموعة من المبتعثين السعوديين في أميركا دعوا، عبر المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى التجمع أمام مبنى الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن، محددين يوم أمس (الثلثاء) لهذا التجمع، وذلك ل«إيصال صوتهم إلى المسؤولين»، بحسب حديثهم على صفحة الفيس بوك المخصصة لهذا التجمع بعنوان: «ملحقيتي تعرقل مسيرتي»، إذ تتركز غالب شكاوى الطلاب المبتعثين في أميركا على «تأخير تسلم المكافآت لمدد تصل إلى شهرين وإيقاف المخصصات المالية لبعض المرافقين بلا سبب واضح الأمر الذي حمّلهم غرامات مالية من أماكن السكن أو من الجامعة نتيجة التأخر في السداد، كما يشتكي بعضهم من عدم تسلم الضمانات المالية التي تستغرق «أحياناً أسابيع بلا مبرر لدرجة أن كثيراً منهم يضطر إلى الدفع من جيبه للجامعة حتى لا تقوم بمسح جدوله، إلا أن كثيراً ممن لا يملك المال يتم إيقاف جدوله ووقف دراسته، ما يتسبب في تخلفه فصلاً دراسياً كاملاً بلا مبرر سوى البيروقراطية»، بحسب حديث عدد منهم. وسارعت الملحقية الثقافية السعودية في أميركا، عبر تسجيل صوتي للملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى مطلع الأسبوع الجاري إلى النشر على الإنترنت، وإصدار بيان أول من أمس، لتنبه الطلاب المبتعثين من «الانسياق وراء الدعوات المطالبة بالتظاهر والاعتصام أمام مقر الملحقية والتمرد على أنظمة ولوائح الابتعاث»، مشددة على أنها «ستطبق لوائح وأنظمة الابتعاث بشكل حازم وصارم على كل من يخالفها بما في ذلك إنهاء البعثة فوراً». وأقرت الملحقية بأنها واجهت مع النظام الجديد «بعض المشكلات الفنية كعادة أي نظام إلكتروني جديد»، متوقعة أن «استقرار النظام وحل مشكلاته الرئيسية قد تستغرق ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر»، داعية إلى «تجنب ما يشوه سمعة الوطن والمواطن السعودي في أميركا بصفة عامة وسمعة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وسمعة المبتعث السعودي».