حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن تؤدي عسكرة الأزمة السورية إلى خلق "ساحة قتال إقليمية"، فيما أعلنت تركيا أنها ستطلب في أسرع وقت من حلف شمال الأطلسي "الناتو" نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سورية. وفي مؤتمر صحفي عقده في القاهرة قال مون: "نشعر بقلق عميق من العسكرة المتواصلة للنزاع، والانتهاكات المقيتة لحقوق الإنسان، وخطر تحول سورية إلى ساحة قتال إقليمية مع أعمال العنف المتصاعدة فيها". ودعا بان الأسرة الدولية إلى دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، من أجل التوصل إلى حل سياسي "يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري". كما دعا بان الأسرة الدولية إلى تكثيف مساعدتها "في مواجهة الوضع الإنساني الذي يتدهور"، خصوصا للدول المجاورة لسورية التي تواجه تدفقا للاجئين. وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إن صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ "إجراء احتياطي، للدفاع بشكل خاص". وأضاف "سنقدم الطلب الرسمي في أسرع وقت ممكن"، مؤكدا أن أنقرة باتت "في المرحلة الأخيرة من المحادثات" قبل تقديم الطلب. وتأتي تصريحات داود أوغلو، غداة إعلان الأمين العام للحلف انديرس فوغ راسموسن، أن الحلف لم يتلق طلبا رسميا من تركيا، الدولة العضو فيه، لكنه سيعتبر أن أي طلب تقدمه لنشر بطاريات للصواريخ على طول حدودها مع سوريا طلبا "عاجلا". وكان من المتوقع أن تتقدم تركيا بطلب نشر الصواريخ أمس تزامنا مع اجتماع لوزراء الدفاع الأوروبيين في بروكسل. وتناقش مسألة تعزيز الدفاعات التركية منذ أشهر بين أنقرة وحلفائها الأطلسيين وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة. في غضون ذلك قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، إن بلاده اعترفت رسميا بالائتلاف الوطني السوري المعارض كممثل شرعي للشعب السوري. وذكر في البرلمان "قررت الحكومة الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري". ورحب متحدث باسم الائتلاف بخطوة بريطانيا قائلا: إنها ستشجع دولا أوروبية أخرى أن تحذو حذوها. إلى ذلك أعلن عدد من مقاتلي المعارضة تشكيل جهاز "المخابرات العامة للثورة السورية" لمواجهة "المنظومة المخابراتية للعصابة الحاكمة"، حسبما جاء في شريط مصور بثه ناشطون على الإنترنت. وقال متحدث "أنا العقيد أسامة، الرمز 102، أعلن عن تشكيل جهاز المخابرات العامة للثورة السورية؛ ليكون أحد الأذرع القوية للثورة السورية بمواجهة المنظومة المخابراتية للعصابة الحاكمة وحلفائها الإقليميين والدوليين". وسيعمل الجهاز على "تعزيز قدرات قوى الثورة السورية السياسية والعسكرية، وبناء درع أمني صلب لحماية أبناء الثورة السورية من كل محاولات الدهم والاعتقال والتصفية". ميدانيا، استمرت أعمال العنف في مناطق عدة. ففي محافظة حلب تدور معارك في ريف حلب الغربي بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتأتي هذه الاشتباكات بعد سيطرة الثوار ليل أول من أمس على قاعدة عسكرية ضخمة في المنطقة نفسها تعرف باسم "الفوج 46". وفي محافظة الحسكة أشار المرصد إلى أن 29 شخصا قضوا جراء اشتباكات دارت بين مقاتلين معارضين وآخرين من اللجان الشعبية الكردية في مدينة رأس العين. وفي دمشق سقطت قذيفتا هاون على مبنى وزارة الإعلام السورية، وتسببتا في أضرار مادية.