يطلع مسؤولون كبار من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية اليوم أعضاء الكونجرس على تحقيقهم حول القضية التي أنهت مسيرة مدير ال(سي آي إيه) ديفيد بترايوس التي أثارت قلقا حول احتمال حصول خرق أمني. وسرعان ما عادت نظريات المؤامرة للطفو إلى سطح الروايات الشائعة في واشنطن، بأنه كانت هناك فرصة سانحة لتجنيد بترايوس للعمل لجهاز أجنبي؟. ولكن من؟. هذا القدر من المعرفة لا يتحقق في العادة إلا لأجهزة المخابرات. فهل هم الصينيون أم الروس أم الإسرائيليون؟. من كان يريد ابتزاز الجنرال بترايوس؟. واستقال بترايوس الجمعة الماضي بعد الاعتراف بإقامة علاقة خارج إطار الزواج ما أثار ضجة كبرى في واشنطن بعد ثلاثة أيام فقط على إعادة انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما. فالسيدة جيل كيلي(37 عاما) تعمل في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا بولاية فلوريدا التي تستخدمها القيادة العسكرية الوسطى في البنتاجون مقرا لها وهي متزوجة وتربطها وزوجها صداقة بالجنرال بترايوس. إلا أن هذه السيدة المجهولة تسببت في إسقاط بترايوس دون أن تدري، ربما أن صلتها الوثيقة به أدت إلى إثارة غضب الصحفية والكاتبة الأميركية بولا بوردويل التي كان الجنرال يرتبط معها بعلاقة غير مشروعة. وأدى غضب بوردويل إلى أن قررت أن تبعث برسائل تهديد إليكترونية إلى السيدة كيلي تحذرها فيها من الاقتراب من "نهاية مأساوية". وقامت السيدة كيلي وزوجها بإبلاغ السلطات مما أدى إلى قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بفتح تحقيق في الأمر لمعرفة هوية مرسل الرسائل. وما لبث ضباط المكتب أن وصلوا إلى بوردويل. وباستجواب الكاتبة الأميركية اعترفت بارتباطها بعلاقة غير مشروعة مع بترايوس. كانت هذه هي القصة التي انتشرت في واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع وأدت إلى اهتمام واسع من الجميع بعد أن تبين أن مدير المخابرات المركزية المكلف بصيانة أسرار الولاياتالمتحدة لم يتمكن من حفظ سره الشخصي هو نفسه وبعد أن قيل إن للاستقالة علاقة بمحاولات البيت الأبيض التغطية على الفشل في بنغازي وعدد واسع من التفسيرات الافتراضية الأخرى. إلا أن مزيدا من التفصيلات بدأت ترشح مساء أول من أمس إذ نقل عن مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي أن رسائل التهديد لم يكن مصدرها الوحيد هو بوردويل. ولم يكشف المسؤول عن الأطراف الأخرى إلا أنه قال إن السيدة كيلي تلقت الرسائل التي تطلب منها إبلاغ الجنرال بأن قصته الخاصة معروفة "وبدا منها أن هناك محاولة لابتزاز بترايوس" حسب قول المسؤول. وقالت شبكة "فوكس نيوز" في تقرير عاجل أول من أمس "أبلغتنا مصادرنا أن السيدة بوردويل قد لا تكون هي من أرسل تلك الرسائل التهديدية. وكانت كيلي هي التي أبلغت مكتب التحقيقات الفيدرالي حول الرسائل التي تبدو وكأنها كانت محاولة لابتزاز بترايوس مما أدى إلى أن يبدأ المكتب تحقيقا فوريا في الأمر". هذا ما نشرته المحطة مساء الأحد كلمة بكلمة. وبدأ المجلس التشريعي يطالب بتحقيق شامل في الملابسات الحقيقية لسقوط بترايوس ولتحديد قدرات أطراف أخرى على اختراق الجدار الأمني الأميركي. ويعني ذلك أن ما يظهر حتى الآن من قصة بترايوس ليس إلا قمة جبل الجليد.