يخالف العديد من محلات غسيل الملابس داخل الأحياء القديمة في العاصمة اشتراطات صحة البيئة الخاصة بممارسة هذا النشاط التي تشدد على سلامة المحل وعدم وجود أية تشققات بالمبنى تؤدي إلى دخول أو إيواء الحشرات والقوارض، إلا أن هذه المغاسل باتت محل شكوى لسكان بعض الأحياء، خصوصا العزاب والعوائل الذين قال بعضهم إنهم يضطرون إلى اللجوء إلى مغاسل الأحياء التي تطبق اشتراطات صحة البيئة. ولاحظت "الوطن" خلال جولتها على بعض المغاسل في الأحياء القديمة في العاصمة مستويات متدنية للصحة لا تخلو من المشاكل البيئية والصحية التي يشتكي منها العديد من الناس مثل التشققات التي تأوي الحشرات والقوارض بداخلها، وامتلاء أرضياتها بالمياه الملوثة والأتربة. وتشتكي منى أحمد التي اعتادت أن تغسل "ستائر" منزلها في "المغاسل" من أنها تتعامل مع المغسلة القريبة، وكشفت أن نظافتها لا ترتقي لمستوى المغاسل المشهورة، فقررت اللجوء إلى إحدى المغاسل المعروفة، إلا أنها استردت ستائرها وقد أصبحت أصغر حجما بسبب سوء التعامل معها، وأنها حاولت رفع شكوى بذلك. أما عبدالله العمران، فيقول إن أكثر ما يمنعه من التعامل مع أية مغسلة عدم فرزهم الملابس بشكل صحي بل يقوم البعض بوضع أرقام على الملابس لتمييزها من بين ملابس الزبائن لأنهم يقومون بوضعها مع بعض دون عزل لكل عميل على حدة، وتابع "يضع عامل المغسلة جميع الملابس عند غسلها حسب اللون لجميع العملاء لا بحسب الصنف "قميص، ثوب، شماغ" .. فاللون الأبيض مثلاً تغسل كل الأصناف سويا التي تحمل نفس اللون فتختلط ملابس الأطفال والنساء والرجال دون حرص ليصبح لون ماء الغسيل شديد السواد". وقال بدر محمد إنه تفاجأ حينما أخذ ملابسه للمغسلة أن عامل المغسلة يقوم بطبخ الطعام بين أكوام الملابس مما جعلها تفتقد لإجراءات السلامة، إضافة إلى استخدام البعض لأنواع رخيصة ورديئة جدا من الصابون. وحصلت "الوطن" على لائحة مغاسل الملابس المفروضة من وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في الإدارة العامة لصحة البيئة تشتمل على الاشتراطات العامة بدءا بالموقع والمساحة والمبنى وأقسام المغسلة والمرافق والخدمات والأمان والسلامة، إلى جانب الاشتراطات الخاصة من مواد النظافة والصيانة والتراخيص وسجل الرقابة الصحية والنظافة العامة، ولائحة العاملين وكيفية استخراج الشهادات الصحية وصلاحيتها والتحذير من الأمراض المعدية والإصابات، إلى جانب مراقبة تنفيذ اللائحة من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية، إلا أن اللائحة لم تورد أي عقوبات لمن يخالفها. وتواصلت "الوطن" مع المتحدث الرسمي لأمانة منطقة الرياض المهندس محمد بن صالح الضبعان لمعرفة ما إذا كانت هناك عقوبات فعلية للمخالفين للاشتراطات الصحية الخاصة بمحالات مغاسل الملابس، إلا أنه لم يرد على الاتصالات حتى كتابة هذا التقرير.