يعيش المواطن خلف الشمري مأساة الانفجار وهو يغالب الأمرين ما بين العناية المركزة بمستشفى الحرس الوطني التي يرقد فيها ابنه متأثراً بإصابته جراء حادثة انفجار ناقلة الغاز التي وقعت صباح أول من أمس على طريق خريص بالرياض، وبين مصير مجهول يلف ابنه المفقود الذي لم يعثر عليه في كل مستشفيات الرياض، ويحتار أحياناً لمن يذرف دموعه الحارة. الشمري الذي ربط قلبه بحبل سميك من الصبر والجلد والرضا بالمقسوم، قال إن لديه ابنين أحدهما طريح بالعناية المركزة بمستشفى الحرس الوطني، بينما الآخر مفقود حتى الآن وإنه بحث عنه في كافة المستشفيات ال"11" بالرياض، ولكنه لم يعثر عليه حتى الآن. ولكن مع صبر الشمري هناك أيضاً حلم كبير يكتنف نفسه يشعره بقيمة ابنيه وسلامتهما وعودتهما إلى كنف عائلتهما سالمين معافين، وتجلى ذلك حينما قال ل"الوطن" إنه لا يفكر في الوقت الحالي في رفع شكوى ضد شركة الغاز للمطالبة بالتعويض، لأن الأهم في الوقت الراهن هو التأكد من سلامة ابنه الذي يرقد بالعناية المركزة، والعثور على ابنه المفقود الذي لا يعلم أين مصيره. لم يكن الشمري وحده من يقاوم مشاعر الأسى والعناء جراء ما خلفته فاجعة الخميس، ولكن كثيرين في المستشفى يضيع الحزن ملامحهم ويضرب على وجوهم سواد كالح لا يقويهم على الحديث أو التعبير بما في نفوسهم بعدما فقدوا فلذات أكبادهم إما إلى الأبد أو داخل أروقة العناية المركزة، أو مفقودين لا يعرف لهم مصير.