نبذ العنف والسعي وراء دور حضاري وفاعل للفن كوسيلة هجوم ضد الإرهاب وزرع أطر التواصل الإنساني البصري والسمعي. بهذه الرؤية الطموحة، دعت اللجنة الفنية العليا للمعرض الدولي الفني "رسول الإنسانية"، الذي يستضيفه جاليري رأس العين في العاصمة الأردنية عمان من 16-19 من شهر 12 لعام 2012 م، إلى المشاركة في المعرض من خلال الأعمال الفنية والإبداعية التي تحقق أهداف الملتقى وفي مقدمتها الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ووجهت الدعوة إلى الفنانين عبر العالم من "خطاطين ورسامين وفنانين تشكيليين وحرفيين ومزخرفين ونحاتين ومن يجد بعمله الفني إثراء للمعرض"، وحددت آخر موعد لاستلام الأعمال 30-11-2012 م. السياق العام للمعرض وأهدافه تتمثل، بحسب اللجنة في الدفاع عن الإسلام والتعريف به كرسالة سلام ومحبة وعيش مشترك، إلى جانب الدفاع عن النبي محمد "ص"، ورفض التجاوزات والإساءات الصادرة بحقه عن طريق الفن والرد بنفس الأسلوب الفني، وتقديم رسالة الفن كسلاح دفاع أول عن النبي الكريم، نبذ العنف والسعي وراء دور حضاري وفاعل للفن كوسيلة هجوم ضد الإرهاب وزرع أطر التواصل الإنساني البصري والسمعي، التوجه نحو الغرب الذي تنبع منه معظم التجاوزات والإساءات عن الدين الحنيف والرسول الكريم للحد من هذه التجاوزات وتجفيف منابعها. ولوضع بصمة فنية في عقول ونفوس الآخرين تنبذ التطرف والعدائية وتدعو للمحبة والعيش المشترك، يسعى المعرض لتأكيد الحضور للفن العربي في المحافل العالمية والدولية والحد من السلبية الفنية في التعامل مع الرموز الدينية، والسعي لإيصال الرسالة البشرية المتمثلة بالدين لله والأرض للجميع، تشكيل نواة يلتقي من خلالها الفنانون المسلمون للمساهمة في توضيح الصورة الحقيقية للإنسان المسلم الحضاري والإنساني وخاصة في أوروبا وأميركا، التواصل مع المؤسسات والجمعيات والأندية والهيئات الحكومية وغير الحكومية لنشر ثقافة الفن الإسلامي في العالم الغربي، السعي لتجميع الجهود المتناثرة للفنانين عبر العالم الراغبين في الدفاع عن النبي الكريم، وتصحيح الصورة الخاطئة التي رسمها بعض الغربيين عن الإسلام وذلك بالوجود الفني في ديارهم ومحافلهم والتواصل المباشر معهم من خلال الحوار. الأعمال المشاركة في المعرض ستعرض للبيع المباشر في اليوم الأخير من المعرض، على أن تعاد الأعمال إلى أصحابها بعد شهر من انتهاء المعرض أو ترسل قيمة العمل في حال البيع، وتتحمل اللجنة المنظمة تكاليف إعادة اللوحات إلى أصحابها. وكان التواصل الثقافي الحضاري بين العالم الإسلامي والغرب قد شهد توترا في الشهر الأخير على إثر تداعيات الفيلم المسيء، حيث اجتاحت شوارع العديد من المدن العربية والإسلامية تظاهرات وغضب، صنفه بعض المراقبين بأنه مخالف لكل القيم النبيلة والسلوك الحضاري. وفيما اعتبره البعض أنه رد فعل نتاج ثقافة التعصب الديني التي اشتغلت على البنية التحتية للناس والأفراد خلال أكثر من نصف قرن، مما راكم غياب العقلانية والتفكير والثقة بالنفس. فيما ذهبت أصوات إلى أن الغرب منافق ويسمح بشتيمة المسلمين ولا يسمح بشتيمة اليهود أو إسرائيل. مما عزز رغبات كثير من المثقفين إلى ضرورة نزول الفن والثقافة إلى ميدان المواجهة ووفق أطر حضارية، تعكس المخزون الحضاري للأمة الإسلامية.