وضعت تركيا، حدودا لأي حوار مع النظام السوري، بعد أن بادرت روسيا بدعوة أنقرة لإجراء مفاوضات مع دمشق، باعتبارها الطريقة الوحيدة لإنهاء النزاع، فيما وصفت قطر ما يجري في سورية أنه حرب إبادة، في وقت وصل فيه المبعوث العربي الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي إلى بكين. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس، خلال مؤتمر صحفي "لا معنى لحوار مع نظام يستمر بقتل شعبه حتى خلال عيد الأضحى". وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، دعا الاثنين: الغرب والدول الإقليمية وبينها تركيا، إلى بدء مفاوضات مع الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك مع المعارضة؛ لتمهيد الطريق أمام حل سياسي في سورية. وقال لافروف، بعد لقائه الموفد الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في موسكو: "لن يتم إنجاز شيء دون الحوار مع الحكومة "السورية"، وتلك هي المشكلة الوحيدة التي تبقى في الطريق نحو عملية سياسية". واعتبر أوغلو أن الحوار مع دمشق سيعتبر خطوة من شأنها أن تعطي "شرعية للنظام القائم"، مؤكدا أن الحكومة التركية ستواصل "مشاوراتها" حول الأزمة السورية مع روسيا الحليفة التقليدية لسورية، لكنه قال: إن "الرسالة الأوضح الواجب إعطاؤها للنظام السوري هي أن يتصالح مع شعبه، وأن يوقف مهاجمته". وأضاف أن المشاورات ستستمر أيضا مع إيرانوروسيا، وكذلك مصر والسعودية حول هذه المسالة. وفيما أكد شعور بلاده بالاستياء الشديد من فشل الهدنة في سورية، غير أنه قال: إن "ما يهم الآن هو تشجيع السلام عبر أقوى الرسائل. لقد حافظنا على علاقتنا مع النظام السوري على مدى أشهر، ووجهنا رسائل حوار". وأضاف "لكن أولا على النظام السوري أن يبدي رغبة في صنع السلام مع شعبه"، مشيرا إلى أن إجراء مفاوضات في الوقت الذي تدور فيه حرب أهلية لا يمكن أن تعطي نتائج. ودعا الوزير التركي أيضا إلى عملية انتقالية في سورية "تلعب دورا فيها الأطراف غير الضالعة في أعمال القتل بحق الشعب السوري". وفيما وصل الإبراهيمي إلى الصين لبحث الملف السوري، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني: "نعرف ما يجري في سورية، هو ليس بحرب أهلية، ولكن حرب إبادة أعطي لها رخصة أولا من الحكومة السورية، وثانيا من المجتمع الدولي، ومن المسؤولين في مجلس الأمن عن هذه الرخصة بالقتل. فما يجري ليس بحرب أهلية بقدر ما هو قتل". وحول الموقف الغربي والجهود الدبلوماسية إزاء النزاع في سورية، قال الشيخ حمد: إن "الوضع الغربي ليس على المستوى المطلوب"، متوقعا أن يكون هناك "شلل في الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة"، حتى ما بعد الانتخابات الأميركية. وخلص إلى القول: إنه بعد الانتخابات "نستطيع أن نركز أكثر في ماذا سنقوم به بين الدول الأوروبية وأميركا والعالم العربي، وكل الدول المحبة لمناصرة الشعب السوري".