تهتم المرأة غالبا بجمالها وأناقتها طالما أنها عزباء تنتظر الزواج، وحين يحصل النصيب ويصبح المأمول زوجاً مضموناً، تهمل المرأة زينتها والعناية بجمالها؛ فالعصفور صار باليد، ولم يعد على الشجرة، هذا في مرحلة مبكرة من الزواج، وتخطئ إذ تعتقد هذا، فعصفورها ما زال له جناحان يمكن أن يحلق بهما بعيداً في أي وقت، ولا نعني بكلامنا هذا أن تعمل على قص جناحيه، وإنما التحليق معه في سماء رحبة تجمعهما الآمال والأحلام المشتركة. أما في مرحلة متقدمة فإن الأمر يبدو أكثر سوءاً، إذ إن معظم النساء يعتبرن أنهن تعدين مرحلة الخصوبة والشباب عندما يكبر أولادهن، مما يغضب أزواجهن الذين يرفضون الاعتراف بمظاهر الشيخوخة، ويرون في زوجاتهم ما يذكرهم بما لا يريدون تذكره مما يثير المشكلات الزوجية بينهما، حيث تتهم الزوجة زوجها بالتصابي، بينما يراها هو امرأة استسلمت لبوادر الشيخوخة؛ فيبدأ بالبحث عن أخرى. أما القاعدة فهي أن الزوج في الأغلب الأعم وبعد أن يتوارى جمال امرأته وشبابها وتدخل مكرهة نحو سنواتها العجاف يشعر بأن من حقه أن يسعى نحو ما يجدد له بعض شبابه، سواء على المستوى العاطفي أو على المستوى الحسي، فليجأ إلى أن يتزوج أو يحب أو يميل أو حتى يكبت إذا لم يجد أيا مما سبق متاحاً، وبالطبع فإن ذبول تلك الفتنة وأفول شمس ذاك الشباب سوف يفترض واقعاً جديداً تفتقد المرأة فيه أدوات النقاش المقنع، كما إن عدم توفر الزوجة الصديقة التي تشارك الزوج أحلامه وهواياته وتوفر له الأمان والاستقرار والمشاركة الفعلية من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى وقوع الزوج في فخ المراهقة الثانية، كذلك إصابة بعض الزوجات بالاكتئاب بعد خروج الأولاد من المنزل وانشغالهم، كل في حياته الخاصة، تجعل الزوج يلجأ إلى الهروب من البيت والزوجة لعيش مرحلة مراهقة أخرى.