حاولت "لمياء" أن تعد مائدة مميزة جداً للعشاء الذي أقامه زوجها لمجموعة من أصدقائه الذين يعملون معه في العمل، إلاّ أنه كان أهمهم صديقه المسؤول الأول في العمل الذي سترافقه زوجته في هذا العشاء المميز، والمُجهز من أشهى أصناف الطعام والمأكولات الشرقية والإيطالية والصينية، في حين لم تستطع أبداً أن تتخذ قراراها بماذا ترتدي لتلتقي زوجة "رجل مهم"، فكرت كثيراً وأخذت تقلب في خزانتها المكتظة بالملابس المختلفة والملونة فتملكتها الحيرة، كيف وماذا أرتدي؟، لم يسعف الوقت "لمياء" كثيراً، فكان لابد أن تختار حتى تستقبل ضيوفها المميزين، في حين كان يصر زوجها أن تختار أي نوع؛ لأنها كانت امرأة مميزة في انتقاء ما ترتدي، وتعتني كثيراً بمظهرها الخارجي حتى عرفت وتميزت بأناقتها. سيدات «فشّلن» أزواجهن باختيار «فساتين أي كلام» والبعد عن «اللباقة» في الحديث استطاعت "لمياء" بعد جهد أن تختار فستاناً أنيقاً، وصممت طريقة تسريحتها بشكل الرفع العشوائي، الذي يترك شيئاً من خصلها متناثرة على كتفيها، في حين أصرت أن تضع "الماكياج" الناعم والخفيف على وجنتيها لتكمل أناقتها تلك بخاتم بفص صغير، وعقد يحمل "فراشة" صغيرة ملونة كأنها ترفرف قريباً من عنقها، ووقفت لدى المدخل الخارجي تنتظر ضيفاتها وأهمهن زوجة ذلك الرجل، لحظات ويدخل الضيوف برفقة زوجاتهن لتصدم "لمياء" من المشهد، فلم تكن زوجة الرجل المهم بحسب التطلعات، فقد كانت لا تعرف أن تنتقي ألوان فساتينها، بل ولا تعرف كيف تضع "ماكياجها"، في حين يبدو شعرها فاقداً لحيويته ونظارته، حتى توصلت إلى حقيقة أكيدة تدور حول تلك المرأة وهي أنها "أم الخلاقين"!. ولا يخذل بعض النساء أزواجهن بمظهرهن الخارجي فقط، بل إنهن قد يظهرن بشكل بعيد عن "اللباقة" أمام الآخرين، كما أن البعض لا يعرف إدارة الموضوعات الهامة والمتوازنة، وهنا يبرز السؤال؛ هل الإشكالية في الرجل أم أن الزوجة هي من لا تهتم بذلك أصلاً؟. وتبقى ثقة المرأة ب"شريك حياتها" سبباً للتراخي واللامبالاة، فكلما كانت واثقة منه ومن حياتها معه، فإن ذلك يدفعها إلى الكسل، وكذلك عدم الاهتمام بمظهرها، وهنا لابد أن تكون دائماً سواء زوجها شخصية مرموقة أو غير ذلك بمستوى تطلعات أسرتها، وتطلعاتها الشخصية، كما أن الخلفية الثقافية مهمة جداًّ في توجيهها إلى الارتقاء بشكلها، وما يثبت ذلك وجود بعض السيدات على قدر كبير من الاهتمام بمظهرهن الخارجي مع وجود رجل مهمل غير مبالي. "الرياض" تطرح الموضوع وتناقشه، فكان هذا التحقيق. زوجة لا تهتم بالأناقة وتبحث عن البساطة في اختيار الملبس زوجة لا تهتم يعمل "زياد مجدي" في أحد القطاعات الهامة التي تعتمد في المقام الأول على الاحتكاك بالجمهور، الأمر الذي دفعه لأن تتشكل لديه قاعدة كبيرة من العلاقات المهمة التي تحرص كثيراً على التواصل معه خارج العمل، وتوجه إليه مع أسرته الدعوة للزيارات الأسرية، إلاّ أنه يتهرب كثيراً من تلك الدعوات؛ بحجة الانشغال وكثرة المهام اليومية، فهو في الحقيقة لا يستطيع أبداً أن يصطحب زوجته إلى تلك الزيارات؛ بسبب عدم قدرة زوجته على الخروج بالمظهر الذي يحب، فكثيراً ما أبدى امتعاضه من عدم قدرتها على اختيار الفساتين المتناسبة معها، حيث تبدي زوجته دائماً أنها هكذا وعليه أن يقبلها كما هي؛ لأنها لا تُحب أن تولي للمظهر الكثير من الاهتمام!. وأوضح أن الزوجة حينما لا تراعي طبيعة عمل ووضع زوجها الاجتماعي، وتحرص على أن تمثله بشكل جيد، فإنه يشعر بالحرج الشديد، بل ويرغب فيما لو حصل على زوجة أخرى تستطيع أن تكون واجهة اجتماعية مشرفة، مشيراً إلى أن هناك تناقضاً كبيراً في الحياة، ففي الوقت الذي لديه صديق لا يهتم كثيراً بذلك الجانب، يوجد لديه زوجة يتحدث كثيراً عن مدى اهتمامها بمظهرها، في حين يفتقد ذلك في حياته الخاصة، حتى أصبح ذلك قلقاً كبيراً له، خاصةً أنه لم يعد يستطيع أن يبدي الأعذار الكبيرة في رفض الزيارات. تُثير الضحك واتفق معه "همام سعد" الذي بذل جهداً كبيراً في محاولة الارتقاء بذوق زوجته، إلاّ أنه لم يستطع ذلك، ففي الوقت الذي ينمو هو بشكل لافت ويتقلد المناصب الوظيفية الجيدة، يجد نفسه في بعض المواضع مضطراً أن يصطحب زوجته معه لحضور بعض الدعوات والسفر، مبيناً أنها لا تبدي اهتماماً بمظهرها، على الرغم من محاولته الكبيرة أن يلحقها بدورات للاهتمام بالرشاقة والأناقة بما يتوافق مع "الموضة"، بل إنه يسمح لها أن تتسوق في أسواق بعض الدول التي عرفت بالجمال و"الموضة"، إلاّ أنه يتفاجئ أنها تنشغل كثيراً بالشراء للأولاد، وحينما تختار لها ما ترتديه فإنها تختار ما لا يناسبها!. وأضاف أنه أصبح يحتاج إلى زوجة تشبعه من الداخل، ويستطيع أن يقدمها للمجتمع الخارجي دون قلق، ليس فقط على مستوى محيطه الخارجي، بل كذلك حتى في محيط أسرته، خاصةً بعد حدوث الكثير من التعليقات من قبل شقيقاته ووالدته عن الحرج الذي يشعرن به حينما تدعى زوجته في مناسبة برفقتهن، فتظهر بشكل غير متناسق، مما يثير التعليقات وربما الضحك عليها، مما يسبب ذلك الكثير من التأثير النفسي عليه. تناقض حياتي وقالت "روابي فهد": إن وجود زوجة غير مهتمة بمظهرها الخارجي حالة مرتبطة بزوج مهم ورجل مجتمع وبمنصب جيد، مضيفةً أن ذلك يمثل أحد التناقضات الحياتية الموجودة، فهناك من الزوجات من هن متأنقات ويتزوجن برجال مهمين، لكن في المقابل توجد صورة أخرى مغايرة لذلك، مستشهدةً بزوجة أكبر الجرّاحين، والذي يتقلد منصب مهم في أحد المستشفيات، ففي الوقت الذي عرف ذلك الرجل بالأناقة والجمال واهتمامه برشاقته، حتى أن فتيات الأسرة كن يتوقعن له زوجة مختلفة تتناسب معه، إلاّ أنه ارتبط بأخرى لا تعرف أن تنقي فساتينها، بل ولا تهتم بأي أمر يتعلق بجمالها، حتى أنها أصبحت مثار تعليقات الأخريات، مشددةً على ضرورة أن يكون هناك اختيار مسبق قبل الزواج للمرأة، التي تتناسب مع تطلعات ووضع الرجل، ليس فقط من منطلق مظهرها الخارجي، بل كذلك على مستوى تعليمها ووعيها وأناقتها وطريقة حياتها، حتى لا يشعر الرجل أن هناك خللاً نفسياً ومسافة كبيرة بينه وبين شريكة حياته، وذلك ما ينطبق على المرأة حينما تختار زوجها. انطباع راحة ورأت "فوزية النافع" -سيدة أعمال ومصممة أزياء- أنه في هذا الوقت الذي أصبح فيه العالم منفتحاً، ويشهد تغيرات كبيرة على مستوى النظرة للجمال والأناقة، حتى أصبح تأثير عدم اهتمام المرأة بمظهرها الخارجي مؤثراً جداًّ، وقد يخل بعلاقتها الزوجية، مضيفةً أنه حتى على مستوى العمل حينما تخرج لمزاولة وظيفتها، فإنه لابد أن تهتم بمظهرها الخارجي؛ لأن ذلك قد يخل بتأثيرها في محيطها الوظيفي، مشيرةً إلى أنه عليها دائماً أن تهتم بأدق التفاصيل بشكلها من حيث تسريحة الشعر ونوع "الماكياج" الذي تختاره، فكيف حينما تكون زوجة رجل لديه خيارات عديدة لرؤية الكثير من الأشكال، فيحدث بداخله المقارنة بين زوجته وبين الأخريات، فيبدأ يستشعر في أي مستوى هو يعيش، مبينةً أنه ليس مهماً أن تبالغ المرأة في ما تنفق على مظهرها، ولكن عليها أن تختار ما ترتدي، بحيث يكون شكلها مؤثر بشكل كبير، موضحةً أن خروجها لتمثل زوجها ونفسها لابد أن يكون متناسق وجميل، بحيث تعطي انطباع الراحة من خلال أناقتها، مشيرةً إلى تأثير خروج الرجل في دعوة مهمة من قبل أصدقائه برفقة زوجته وهي غير قادرة على أن تخرج بالمظهر الذي يحب، فإن ذلك يحدث مشكلة كبيرة، ناصحةً المرأة أن يكون لها دور كبير في دراسة جسدها وبشرتها وما تحتاجه وجميع لوازمها، حتى تخرج بالشكل اللائق والمريح. ثقة كبيرة وأوضحت "فوزية النافع" أن هناك الكثير من الفتيات لا يعرفن كيفية اختيار ما يرتدين، وكيفية الأناقة، وذلك يستدعي دائماً أن تدخل المرأة في برنامج لتوجيهها إلى أهم الأمور التي ترتبط بها، وتتناسب معها، وتتوافق مع شخصيتها، ولكيف تختار ثيابها وتسريحتها وكذلك كل ما يتعلق بجمالها، وعن السبب الذي يكمن خلف عدم قدرة بعض السيدات المقترنات برجل مهم ذي منصب بأن يخرجن في مظهرهن بالشكل اللائق، أكدت إلى أن ذلك يتعلق بالمرأة، فكلما كانت المرأة واثقة من زوجها ومن حياتها معه، فإن ذلك يدفعها إلى الكسل، وعدم اهتمامها بمظهرها، وفي النهاية يعود مدى قدرة المرأة أن تبدوا أجمل إلى شخصيتها، مشيرةً إلى أن الثقة الكبيرة تدفع الزوجة إلى إهمال شكلها، بل لابد أن تكون دائماً سواء كان زوجها شخصية مرموقة أو غير مرموقة بمستوى تطلعات أسرتها، وتطلعاتها الشخصية؛ لأنها واجهة لأسرتها، مبينةً أن الخلفية الثقافية مهمة جداًّ في توجيهها إلى الارتقاء بشكلها، وما يثبت ذلك وجود بعض السيدات على قدر كبير من الاهتمام بمظهرهن الخارجي مع وجود رجل مهمل غير مبالي. وبيّنت على أنه يوجد بعض الازدواجية لدى الرجل، حيث إن لديه حياته الخاصة المنفصلة عن الأسرية، فهو لا يهتم بما ترتدي زوجته، وكيف تبدو؟، وإلى أي مدى تهتم برشاقتها وجمالها؟، في حين يرغب أن تكون لديه امرأة مهتمة جداًّ قريبة منه، بعيداً عن محيط أسرته، لافتةً إلى أن الرجل له دور كبير في دفع المرأة لأن تتبنى الاهتمام بمظهرها الخارجي، إلى جانب الحفاظ على جمالها وأناقتها بشكل دائم.