رغم الضغوط والغربة اللتين يواجههما الطلبة المبتعثون أثناء إقامتهم ودراستهم في الدول التي يدرسون بها، إلا أن عدداً منهم لجأ في أوقات الفراغ إلى ممارسة مهنة "السمسرة" من خلال بيع المركبات والأجهزة الكهربائية عن طريق التجارة الإلكترونية لسد احتياجاتهم، أو ممارسة هواياتهم لتوفير مدخول إضافي يزيح عنهم بعض الأعباء المادية. ويشير عدد من الطلاب الذين قدموا مع زوجاتهم وأبنائهم لاستكمال الدراسة، إلى أنهم فوجئوا بالأسعار الباهظة في تلك الدول، مما دعاهم إلى اللجوء لطرق أخرى لتأمين متطلبات أزواجهم وأبنائهم. ويشير مساعد الركابي، الذي مضى على ابتعاثه إلى أميركا ما يقارب السنة، إلى أنه لم يستطع توفير متطلبات عائلته بسبب قلة المكافآت - بحسب رأيه - مما دعاه إلى ممارسة بيع المركبات، ليس من أجل الربح والتجارة، وإنما لزيادة دخله، داعياً الجهات المعنية بإعادة النظر في أوضاعهم عن قرب، والوقوف عليها. ويتفق معه ريان الحميدان، أحد الطلبة المبتعثين في أميركا، مشيراً إلى أن الابتعاث ليس أمرا سهلا، خاصة إذا كان الطالب يتحمل مسؤولية زوجة وأطفال، وقال: إن المكافأة المقطوعة للزوجة والأطفال لا توفر المستلزمات الأساسية للأسرة، مبينا أنه تشارك مع عدة طلاب لبيع السيارات من خلال وضع منشورات إلكترونية تعرض صورا للمركبات المراد بيعها، والتي تقدم بأسعار معقولة، وكذلك الاستعانة بالتواصل عبر الأصدقاء؛ لإيصال إعلانهم إلى أكبر شريحة ممكنة. وقال الحميدان: إن هذا العمل الذي يقومون به من خلال بيع المركبات عبر الإنترنت لا يهدفون من خلاله إلى الربح، وإنما توفير المستلزمات الإضافية التي تساعدهم على أداء دراستهم خلال فترة الابتعاث دون إشكالات، ولم يستبعد أن يؤثر ذلك على المستوى الدراسي للطلاب، إلا أن البعض يمارسها في أوقات فراغه. ويشارك لافي الحربي، برأيه معبراً عن استيائه من ارتفاع التكاليف والأسعار، مبيناً أنه لو علم مسبقاً أنه سيواجه تلك الالتزامات التي وصفها باللامنطقية لما ذهب وأكمل دراسته، مشيراً إلى أنه اضطر مرغما إلى ممارسة بيع الأجهزة الإلكترونية من هواتف محمولة، وأجهزة كهربائية وغيرها؛ لتوفير دخل إضافي يساعده على الوفاء بالتزاماته. وأضاف، أن المكافآت التي تصرف قد تفي بالغرض إن كانت للفرد غير المتزوج، لأن الالتزامات التي يواجهها قليلة جدا، مطالبا الملحقية والجهات المعنية بهذا الأمر بإعادة النظر في مكافأة المرافقين، خاصة الأطفال كي لا يلجؤوا إلى انتهاج طرق البيع والشراء في بلد الغربة، وكأنهم ذهبوا للعمل وليس للدراسة، مما قد ينعكس سلبا على الطالب في مراحل تعليمه القادمة.