تعد منطقة جازان واحدة من أكبر مناطق المملكة انتشارا للمقابر العشوائية، ولعل ما يلفت الأنظار هناك تزايد المقابر الهلالية القديمة الأثرية التي تشغل حيزا كبيرا بين المقابر الحديثة، وهي الأكبر من ناحية المساحة وامتداد طول قبورها، إلا أن الاعتداء الكبير على حرمة الأموات جعل الكثير من الأهالي يتساءلون عن غياب دور الجهات المعنية عن أداء واجبها لحفظ حرمة الأموات. يقول المواطن سليمان أحمد، إن من الأمور المؤسفة ما يتعرض له موتانا في مقابر جازان من انتهاكات لحرمتهم من قبل فئات مجهولة، إذ أصبحت المقابر مأوى للمتسللين ومرتعا لحيوانات المواطنين والكلاب الضالة، ولابد من تدخل عاجل للجهات المعنية للحفاظ على حرمة قبور المسلمين من الانتهاكات اليومية. وقال سعيد بحري: إن من المألوف لدى أهالي جازان ومحافظاتها مشاهدة أنواع الاعتداءات اليومية على المقابر المكشوفة بدون أسوار بعد أن وقفت البلديات مكتوفة الأيدي أمام مسؤوليتها في حصر أعداد المقابر بمحافظات وقرى المنطقة وإحاطتها بالأسوار. فيما أكد المسن جابر خوباني، أن سبب انقضاض الحيوانات على المقابر هو عدم وجود ما يمنعها من الدخول، مضيفا أن عدم إنارتها وعدم وجود حراس لها ساعد ضعفاء النفوس على اتخاذها أوكارا لتعاطي وبيع المخدرات ومأوى لمخالفي الإقامة، إضافة إلى انتشار المخلفات بجوار القبور، فضلا عن غياب دور البلديات في حفر القبور وتجهيزها. في المقابل، أوضح الناطق الإعلامي لبلدية الخوبة، رئيس قسم المشاريع بالمحافظة المهندس أحمد الحكمي أمس، أن إدارته وبالتعاون مع المجلس البلدي حصرت مقابر بالخوبة والخشل والقرى التابع لها وبلغ عدد المحصورة حتى الآن 150 مقبرة تم تسوير 45 منها وما زال هناك 110 منها بحاجة للتسوير، مبينا أن الحصر ما زال مستمرا بالتعاون مع المواطنين للعثور على مقابر أخرى ليتم إدخالها في الميزانيات القادمة. وأشار إلى أن بلدية الخوبة خاطبت أمانة جازان وقدمت اقتراحات بخصوص وضع آلية جديدة لتسوير المقابر بحيث ترفع قواعد الميدة الخرسانية من الأرض بطول لا يتجاوز 70 سم فقط، ثم يتم إكمال ما تبقى من ارتفاع السور بالسياج للتمكن من كشف المتخبئين داخل المقابر ولمنع الحيوانات من دخولها. كما أكد الحكمي أنه تم الرفع لأمانة جازان بطلب لتنفيذ عملية صيانة للمقابر بالحرث تشمل إزالة الأشجار الشوكية والأعشاب النباتية المعيقة للناس أثناء الدفن وصيانة الأبواب المتهالكة، موضحا أن الدراسة ما زالت قيد البحث بأمانة جازان.