يستيقظ العديد من سكان العاصمة الرياض على أصوات معدات حفر الشوارع التي تسبب لهم "صداعا يوميا" بسبب الأصوات المزعجة والأتربة المتناثرة حول مساكنهم من أثر "الحفر" المتواصل في مشهد اعتاد عليه سكان العاصمة لا يعاني منه السكان المجاورون للحفريات فحسب بل يتعداه إلى زوار الأحياء الذين يسيرون بسياراتهم فيها ويصطدمون بشوارع مغلقة بسبب الحفر والصبات الخرسانية. ويشتكي عدد من السكان من تعدد الجهات التي تعمل في حفر الشوارع، والعشوائية التي تنتهجها في تقديم الخدمات للمواطنين، مطالبين بضرورة تنظيم أعمال الحفريات بحيث لا يسمح ببيع مخطط سكني أو تجاري إلا بعد تجهيز البنية التحتية وتوصيل تمديدات كافة الخدمات من مياه وصرف صحي وكهرباء واتصالات وغيرها، لمنع العشوائية والحفر المستمر في الشوارع والطرقات مستقبلا. ورصدت "الوطن" خلال تفقدها لعدد من الأحياء في الرياض العديد من الشوارع المغلقة إلا من مسارات ضيقة بين المساكن التي تحاصرها الحفر والصبات من كل اتجاه، وسط استياء عدد من المواطنين ومنهم فهد القحطاني الذي قال ل"الوطن" إنه يعيش في قلق يومي من أصوات الحفارات والمعدات التي ترابط في الشارع المقابل لمسكنه وتسبب ضجيجا كبيرا وتثير الغبار والأتربة في المكان. ولفت إلى أن هذا المشهد أصبح مقلقا للسكان الذين ينشدون الراحة والهدوء بعيدا عن العشوائية التي تنتهجها العديد من الجهات في تقديم خدماتها للسكان، مشيرا إلى أن الشارع الواحد يحفر عدة مرات وكل جهة تنتظر فراغ الأخرى لتبدأ الحفر مما يزعج السكان كثيرا. ويشير المواطن عبدالعزيز الزير إلى أن هذه الحفريات التي تحاصر السكان تتسبب أيضا في ازدحام مروري وضغط كبير على الطرقات خاصة في الصباح الباكر أثناء توجه الطلاب إلى مدارسهم والموظفين إلى أعمالهم مما يستدعي وضع حلول عاجلة للقضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت سمة من سمات العاصمة وساهمت في تشويه الوجه الحضاري لها. ويضيف المواطن سعود العتيبي فيقول إن الآلية المتبعة حاليا في تقديم خدمات الصرف الصحي والكهرباء والماء والهاتف غير مجدية في ظل التطور التقني والعمراني ولذلك يجب أن يكون هناك تخطيط مسبق للمدن، إضافة إلى وجود إجراءات صارمة للمطورين وأصحاب المخططات التجارية والسكنية وألا يتم الفسح لأراضيهم إلا بعد أن تستكمل البنى التحتية لهذه الخدمات للقضاء جذريا على مشهد الحفريات الدائمة التي تحدث في كافة الأحياء. وحاولت "الوطن" الاتصال بأمانة العاصمة للاستفسار عن ذلك إلا أن محاولاتها باءت بالفشل.