احفر وادفن أصبح شعارا لا يكاد يخلو منه حي وكأنه جزء من نظام كل حي او طريق جديدا كان ام قديما! لقد تاذينا من كثرة الحفريات والتحويلات وما تسببه من اختناقات مرورية تضاف للزحمة التي نعيشها، الحواجز امام البيوت والاحياء بسبب توصيل عداد كهرباء او هاتف منزل. شوارع رئيسية هامة وتعتبر شريانا للمدينة نجدها تتعرض للحفر والدفن المتكرر والمصيبة ان الاعمال تاخذ وقتا طويلا قد يصل الى أشهر طويلة وبعضها يمتد الى سنوات. نعلم جيدا أن توصيل الخدمات والمشاريع الجديدة تحتاج الى حفر ودفن ولكن التوقيت والاسلوب الذي نراه ويصل في بعض الاحيان الى العشوائية هو ما يضايقنا. حفريات الكهرباء والاتصالات والمياه واخيرا الصرف الصحي اعزكم الله كل له اسلوب وطريقة في حفرياته ومقاوليه حيث يبدا احدهم وينتهي ثم ياتي الاخر ويبدأ ويستمر مسلسل الحفريات الى اخر بيت في الحي يتم بناؤه. نصف احياء المدن الرئيسة جديدها وقديمها يتعرض للحفريات، قد نجد بعض العذر للامانة والجهات الاخرى التي ذكرناها في تجدد الحفريات بهدف توصيل الخدمات لطالبيها ولكن لاعذر لهم في ضعف التخطيط والتنسيق وتعميد مقاولين معظمهم غير ملتزم في تنفيذ العمل حسب الاصول او الاهمال او التاخير او التنفيذ بطريقة بدائية. لايفوتني ان اتطرق الى حفريات الطرق وكشطها التي تشتهر بها طرقنا داخل وخارج المدن وأعني بها كشط الاسفلت واعادة سفلتته كل سنة او سنتين والسبب انتهاء صلاحيته بسبب الشاحنات او رداءة المواصفات!! مشكلة نقص المياه في الاحياء التي تتمتع بخدمة وصول الماء الى منازلها، ومصيبة صعوبة الحصول على وايت ماء لمن لم تصله الخدمة تضاف لقائمة مشكلة الخدمات، حيث الصعوبة في الازدحام على طلب الخدمة وغلاء الاسعار في السوق السوداء. طفح المجاري اعزكم الله في الشوارع وبالذات في جدة اصبح مشهدا مألوفا وهذا المظهر مقزز في شهر رمضان المبارك حيث الروائح الكريهة والنجاسات تجري في الشوارع بسبب اهمال بعض السكان وعدم المبادرة في شفطها. مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في عدة مدن ومحافظات في أشهر الصيف وشهر رمضان المبارك والتي تتكرر بشكل دائم أصبحت مقلقة للكثيرين وتربك المرضى وعائلاتهم والصائمين في نهار رمضان وفي هذا الجو الحار. عندما تشاهد دولا اخرى مجاورة لنا ولا تملك نصف امكاناتنا ومقوماتنا فانك لا تجد مثل هذا الاستنفار للحفريات وكثرتها وان وجدت فهي منظمة وسريعة ولا تعطل الحركة المرورية بشكل كبير، والاسفلت يعيش لسنوات طويلة قد يمتد لعقد او اكثر. جميع الامكانات متوفرة ومقومات النجاح موجودة ولكن المشكلة المؤرقة للعديد من امورنا تتمثل في ضعف او انعدام التخطيط والتنسيق والرقابة لجهات يفترض بها التخطيط المبكر والاهتمام بكل صغيرة وكبيرة بعيدا عن الاجتهادات الفردية والقرارات الارتجالية التي دائما ما تكون اثارها سلبية على الوطن والمواطن.