لم يدر بخلد سكان حي "قرطبة" الغربية بالرياض أن يتحوّل حرصهم على السكن في الحي المميز بموقعه الجغرافي, إلى معاناة يومية بعد أن تحوّل إلى مرمى لمخلفات البناء، التي تغلق شوارعه وممراته, حيث أصبحوا يستيقظون على "دويّ" الشاحنات والمعدات التي تزعجهم بأصواتها، وتفسد مناخ الحي بما تثيره من أتربة وغبار في سمائه. "الوطن" زارت الحي الواقع بالقرب من بوابة مطار الملك خالد الدولي شمال شرق العاصمة، ولاحظت إغلاق بعض شوارعه بمخلفات البناء من حجارة وأتربة وألواح, كما شاهدت عددا كبيرا من الشاحنات والرافعات تتمركز وسط أكوام المخلفات التي ترتفع لعدة أمتار وتقوم بنبشها و"غربلتها" ونقل الصالح منها, فيما تبقي الأخرى مكوّمة وسط الحي. وقال المواطن علي العمري ل"الوطن"، إنهم يعانون كثيرا من تحوّل الحي إلى مرمى لمخلفات البناء التي ساهمت في إزعاجهم بشكل يومي حيث أصوات الرافعات والشاحنات والحفارات التي تبدأ الحفر قبيل الفجر وتستمر طوال النهار, كما تتحوّل سماء الحي إلى سحابة من الغبار والأتربة تضايق السكان وتسبب لهم الأمراض. ولفت إلى أن إحدى الشركات الخاصة تقوم بنبش مخلفات البناء المتراكمة في الحي، وتعمل على "غربلتها" للحصول على الأتربة المناسبة، ونقلها إلى وجهات غير معلومة، فيما تبقي المخلفات الأخرى من حجارة وألواح مكوّمة وسط ممرات الحي حتى إن بيوت الله لم تسلم من مضايقة هذه المخلفات التي تحيط بها من كل جانب، ويضطر المصلّون إلى سلك طرق ملتوية للوصول للمساجد نتيجة إغلاق بعض الممرات. وأضاف المواطن محمد النوفل، أن جزءا كبيرا من الحي وخاصة "مخطط السحيم" الذي يرمز له بالرقم 3117 يعتبر واجهة حضارة للعاصمة لتميّزه بموقعه الاستراتيجي المطلّ على كل من بوابة مطار الملك خالد الدولي ومركز الأعمال الإلكتروني وجامعتي الإمام والأميرة نورة. كما يوجد فيه العديد من المجمعات السكنيّة التي يرتادها زوار أجانب مما يعكس صورة سلبيّة عن الحي الذي تحوّل إلى مستودع لمخلفات المباني التي ترمى في شوارعه الرئيسة وممراته وداخل الأراضي المخصصة للخدمات والحدائق. وطالب الجهات المعنيّة بالوقوف على معاناة السكان، والنظر في وضع الحي وتنظيمه بالشكل الذي يجب أن يكون عليه, وتحقيق رغبات السكان بتخصيص حدائق وممرات مشاة أسوة بالأحياء الأخرى. ومن الجانب الرسمي حصلت "الوطن" على خطاب تلزم فيه بلدية الروضة التي يتبع لها الحي، الشركة المنفذة لأعمال الصرف الصحي التي تسببت في تراكم الأتربة والمخلفات، بإزالة هذه المخلفات ومن ذلك الكميات الكبيرة المردومة في الساحات المقررة لإنشاء حديقة الحي ومن الشوارع الرئيسية، كما ألزمتها بإعادة هيكلة الأرصفة إلى وضعها الطبيعي بعد أن تسببت في إتلاف أجزاء منها، إضافة إلى إعادة رصف الطرق التي تضررت من رمي المخلفات، على أن يتم الانتهاء من هذه الأعمال خلال ثلاثة شهور مضى منها حتى الآن أكثر من شهرين دون أن يكون هناك بوادر لتنفيذ القرار بالشكل المطلوب كما يؤكد عدد من السكان.