تلتزم المعلمة "أم فهد" بأي وعد لأطفالها، خاصة إذا كان ذلك يتعلق بإحضار هدية أو الذهاب للملاهي، مشيرة إلى أن الوفاء بالوعد معهم وخاصة في هذه الأمور من الأهمية بمكان، وخاصة مع صغار السن، لأنها لو أخلفت الوعد فلن يقدر أي منهم الظرف، وستدخل عندها في نظرهم في عداد الكاذبين، أما الموظفة أسماء الزهراني فتروي تجربتها قائلة إنها وعدت أبناءها ذات يوم أن تكون المدة التي يقضونها في الملاهي 4 ساعات، مبينة أنها فعلا ذهبت بهم إلى الملاهي، ولكن المدة اقتصرت على ساعة ونصف، فما كان منهم إلا أن وصموها بالكذب. وعلقت المحاضرة بجامعة الطائف قسم علم النفس التربوي، نجمة الزهراني، على تأثير عدم الوفاء بالوعد على الأطفال بقولها "نحن كمسلمين نملك منظومة قيم عظيمة نستمدها من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، ومن علامات الدين والمروءة الالتزام بهذه القيم، ومن ضمنها الوفاء بالوعود". وأضافت أن "الوالدين يقع عليهما عبء هذه المسؤولية في التربية، لأنهما مصدر تنمية هذه القيم، ومن ثم تأتي المؤسسات الأخرى التي تلي الأبوين في تنميتها لدى النشء". وقالت الزهراني إن "قيمة الوفاء بالوعد تتطور في سن مبكرة لدى الطفل، ويكون من السهل تنميتها لديه سلوكياً من قبل الأسرة أولاً، ولكن عدم الاهتمام بالوفاء بما يعد به الأهل الطفل من وعود يخلق لديه إحساساً وشعوراً سلبياً، فمن الناحية الخلقية والتربوية، فالطفل يشعر بعدم أهمية هذه القيمة، وأنها مجرد كلام نظري ليس له أهمية في التطبيق، وبالتالي الطفل لا يرى ضرورة تطبيقها، أو الالتزام بها في كبره، ومن الناحية النفسية يشعر الطفل بعدم قيمته الذاتية وأنه لا أهمية له عند أبويه، وبالتالي يشعر بالدونية، وعدم أهمية ما يقوم به من فعل لكي يحصل على الوعد الذي كان ينتظره من خلال قيامه بهذا العمل، وبالتالي ستنمو لديه مشاعر عدم الثقة في الآخرين. وأكدت المحاضرة على "الحرص على الوفاء بالوعد للأطفال، وعدم وعدهم بشيء لا يمكن الوفاء به.