يشتكي أهالي حي عين بن فهيد القديمة، الواقعة في الجهة الجنوبية من مبنى محافظة الأسياح بمنطقة القصيم، من كثرة العمالة الوافدة من مختلف الجنسيات الآسيوية، التي تقطن بيوتا طينية متهالكة، إضافة إلى سيارات ذات موديلات قديمة تستعملها العمالة في التنقل، وتتوشح جنباتها بأسماء مؤسسات وإدارات حكومية، تملأ عوادمها أرجاء المكان بالدخان، فضلاً عن وقوف العمالة أمام أبواب المنازل وانتشارهم داخل الحي على أقدامهم جماعات وأفرادا، فيما بات الحي ملاذاً للعمالة المتخلفة والعاملات الهاربات من كفلائهن. وأكد سكان الحي أن وجود هذه العمالة بكثرة وسط الحي يثير مخاوف السكان، مطالبين الجهات المعنية في المحافظة بضرورة إبعادهم عن الحي وترحيلهم إلى مكان آخر، كي تنعم أسرهم بالأمان، وهو ما رصدته "الوطن" أثناء تجولها داخل حي العين القديمة، والالتقاء ببعض السكان وكذلك بعض العمالة التي تقطن الحي منذ عدة سنوات، حيث أحاط بالمركبة عدد كبير من العمالة ظناً منهم أنها جهة تبحث عن عمالة. يقول المواطن عبدالرحمن محمد، من سكان الحي في حديثه ل "الوطن": إن الأهالي كانوا يتواصلون مع الجيران في الماضي، إلا أن العمالة استوطنت الحي في الوقت الحاضر بعد رحيل عدد من سكانها إلى مواقع أخرى، مشيراً إلى أن المساكن القديمة باتت أرضاً خصبة لتجمع وإيواء المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، فيما أصبح المواطنون يعيشون في قلق دائم على أهاليهم من تلك العمالة التي تتكاثر يوماً بعد آخر. وبيّن أن عدد العمالة في الحي يتجاوز 200 وافد، وأن وجودهم يقلق الأسر ويفقدها الشعور بالأمان، داعياً الجهات المعنية بضرورة إبعادهم عن الحي وترحيلهم في أسرع وقت. وقال عامل آسيوي يدعى نور، يقطن الحي نفسه ويعمل في مجال المقاولات المعمارية، إنه يقطن هنا منذ عشرين عاماً، مؤكداً أنه يرتبط بالحي بعلاقات جيدة مع المواطنين، وإنه لن يسمح أن يكون منزله مأوى لكل مخالف، وتابع، "هناك عمالة قد تضيف متخلفين لا يعلم عنهم باعتبار الحي يسكنه عدد كبير من الوافدين من داخل المحافظة ومن خارجها"، وبرر انتشارهم في الحي إلى رخص الإيجار وقال: إن هناك عمالة فقيرة لا تتعدى رواتبها 400 ريال. ولم تقف حدود مضايقة العمالة الآسيوية معاناة المواطنين منهم، بل قام أحدهم قبل عامين بإيواء عاملة منزلية من الجنسية الآسيوية، وتم اكتشاف ذلك بعد معاناتها من أعراض صحية، واتضح أثناء التثبت من هويتها حسب الإجراءات المتبعة أنها هاربة من كفيلها شمال المملكة، وأنها تسكن في حي العين القديمة عند مقيم من جنسية آسيوية لمدة شهرين، قبل أن ينكشف أمره بعد أن أجبره مرضها على رميها بالقرب من مستشفى المحافظة، وأوصلت العاملة فيما بعد الجهات الأمنية إلى مقر الوافد الذي اختلى بها طوال فترة بقائها في مسكنه. "الوطن" حاولت التواصل مرارا مع رئيس بلدية محافظة الأسياح عبدالله العنزي، وقامت بإرسال رسالة نصية له على هاتفه المحمول حول دور البلدية في تصحيح وجود العمالة الوافدة داخل الأحياء السكنية، وقد وعد بالرد إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث.