مع بداية اعتدال الطقس في العاصمة الرياض خلال الأسابيع الماضية، ازداد عدد ممارسي رياضة المشي في المناطق التي خصصتها أمانة مدينة الرياض، في عدة مواقع يبلغ عددها 20 ممشا وزعت على جميع أحياء العاصمة، فيما يعتبر ممشى طريق الملك عبدالله في العاصمة الرياض الأشهر والوجهة الأولى لممارسي هذه الرياضة، ويلاحظ الزيادة في أعداد مرتادي تلك الطريق وممارستهم للرياضة فيه. تجولت "الوطن" مع بداية اعتدال الجو منذ ساعات المساء الأولى في بعض المواقع التي أعدتها الأمانة لممارسة رياضة المشي مثل: "طريق الملك عبدالله، وطريق الأمير محمد بن عبدالعزيز، وشارع الأمير سلطان بن سلمان"، وهي المواقع الأفضل لممارسة تلك الرياضة، وتشتمل على ممرات مخصصة وسط مسطحات خضراء ونخيل إلى جانب خدمات الإنارة ودورات المياه بما يسهل ممارسة رياضة المشي للجميع. وتحدثت "الوطن" خلال جولتها لرصد الإقبال على رياضة المشي في هذه الحدائق والممرات إلى عدد من المشاة. قال عبدالعزيز القحطاني، إنه يمارس رياضة المشي منذ مدة طويلة، ولاحظ زيادة عدد المشاة هذه الأيام، خاصة في فترة النهار بعكس الأسابيع الماضية. وقالت سحر أبو بكر، التي تمارس رياضة المشي منذ حوالي العام، إن هناك فرقا كبيرا في الأجواء منذ دخول شهر أكتوبر، مشيرة إلى أنها لم تكن تستطع المشي قبل شهر، إلا بعد مغيب الشمس لبداية تحسن الجو وانخفاض درجة الحرارة، ولكن الآن أصبحت تمارس المشي من الساعة الخامسة عصراً ليوافقها بالرأي زوجها، وزاد أن الأجواء ساعدته كثيراً بالمشي في فترات أبكر؛ ليتمكن من ممارسة رياضته في لعب كرة القدم في المساء مع رفاقه. من جهته، أكد أستاذ الأرصاد الجوية المساعد في كلية الملك فيصل الجوية ومدير وحدة العلوم الجوية الدكتور ناصر السرحان ل"الوطن"، أن أكثر ما يميز هذه الفترة هو التفاوت الكبير بين درجتي الحرارة الصغرى والعظمى، إذ تصل العظمى إلى 30 والصغرى 17 كحد أدنى، مما يعتبر مؤشرا إلى خلو الأجواء من الرطوبة والأمطار. وأضاف السرحان، أن ما يميز هذه الأجواء كذلك هو الانقلاب الحراري في أول ساعات الصباح قبل شروق الشمس، التي تكون فيها الرياح ساكنة، مما تؤدي إلى وجود العوالق من الغبار وملوثات السيارات والمصانع من الأدخنة على ارتفاع 5000 قدم، فيما تتلاشى هذه الطبقة عند شروق الشمس، فتتحرك الرياح وتزيل حالة اختناق الجو الصباحي. وبين السرحان، أن الرياح ستكون شمالية شرقية نشطة تثير بعض الغبار الموجود في الأجواء، لكنها تعتبر شيئاً بسيطاً لا يوازي العواصف الترابية في الربيع، مؤكداً أن الشتاء سيبدأ فعلياً عند دخول الجبهات الهوائية الباردة والمنخفضات الجوية القادمة من البحر الأبيض المتوسط، وأن فصل الخريف هو أكثر الفصول استقرارا للجو، خاصة العاصمة الرياض، وأن الأيام القادمة ستشهد أكثر 3 شهور يعتدل فيها الجو في النهار والليل، وهي أفضل فترة لممارسة الرياضة في الهواء الطلق بجميع أنواعها، خاصة رياضة المشي، وبدأت بالفعل أكثر العائلات بالخروج إلى "البر" لاعتدال الجو ليلاً خلال هذه الفترة.