عبدالله سعود الدوسري الزلفي وصل حال الصرافات النقدية إلى الانحدار الذي أسميه تمهيدا لنمط تسول جديد، وكما قال المثل العامي (حلال أبوه طالبوه) وهذا الواقع يدل على العديد من السلبيات التي تكتنف القطاع المصرفي في المملكة، الذي كان من الواجب عليه أن يحترم عملاءه، ويقدر لهم ما يقدمونه له من دعم، ومصدر دخل، ويحفظ لهم هذا الفضل والمعروف ويقدم لهم خدمات فوق الممتازة بدلا من ممارسة إذلال العميل بتلك الطريقة الفجة. انعدام فاعلية العديد من صرافات النقد الآلية نابع من غياب المتابعة، والمراقبة، والتغذية النقدية، وهذا مؤشر واضح على تدني المستوى الذي وصل إليه القطاع المصرفي مع الأسف، فلماذا بدلا من إذلال العميل بصفه طوابير عند الصرافات الآلية تحت الظروف الجوية، لماذا لا يتم توزيع نقاط البيع الإلكترونية بشكل مجاني على عموم المحلات التجارية التي تشتكي من سوء تعامل البنوك معها في صرف وتنظيم ورسوم تلك النقاط، فلو فعلت نقاط البيع في كل محل تجاري ووزعت عليها لقضت المصارف على ظاهرة طوابير السيارات أمام الصرافات الآلية، فالواجب على مصارفنا السعي إلى التطور وليس كما نشاهده الآن من تدهور الخدمات المصرفية، وهذا مستغرب أن يحدث من جهات ربحية، وتنافسية! ننتظر من ينقذنا من المعاناة التي سببتها لنا تلك الصرافات الآلية، فقد حولتنا من أصحاب حق في تلقي خدمة ممتازة ومميزة بصفتنا عملاء، إلى متسولين جدد ننتظر في الطوابير بسبب شح الصرافات في بعض الشوارع الفرعية والرئيسية، ناهيك عن كثرة أعطال تلك الصرافات التي كرهنا بسببها العملة النقدية! ولكن لعل مؤسسة النقد ممثلة بقسم مراقبة البنوك تتخذ الإجراء اللازم حيال المصارف لسوء معاملتها للمدعو "العميل"، الذي ملأ خزانات البنوك عملة وصار مصدر دخل رئيسيا لها.