خلافا لكل التوقعات والتحليلات التي سبقت المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه المرشح الجمهوري ميت رومني، فإن الغلبة كانت للثاني الذي كال ضربات سريعة لخصمه، أفقدته التوازن الذي طالما اعتقد أنصاره أنه يتمتع به. ويبدو أن أوباما الذي يتمتع بحضور خطابي لافت، فضّل التوجه إلى الناخبين، مكتفيا خلال 90 دقيقة من الحوار بأربع دقائق خصصها لانتقاد السياسة الاقتصادية لرومني فقط، فيما كال الأخير موجة من النقد لسياسة أوباما، خاصة على صعيد البطالة التي فشل في التصدي لها، مما رفع رصيد رومني لدى 40 مليون مشاهد، ليفوز ب65 %من آرائهم مقابل 25% لأوباما. وقرر رومني إلقاء كل ثقله لحظة دخوله حلبة المناظرة، لإدراكه أن جدار استطلاعات الرأي العام بات خلفه تماما، وأن أي خطوة أخرى إلى الوراء ستعني خسارته المؤكدة للانتخابات. وتمكن رومني من إنقاذ حملته حاليا على الأقل، وفاز بالنقاط، أما خسارة أوباما فوضعت السباق بأكمله مرة أخرى في مجال التكهن، بعد أن كانت المؤشرات تؤكد فوزه في انتخابات السادس من نوفمبر المقبل. مني الرئيس باراك أوباما بخسارة سياسية فادحة حين لم يتمكن من مواجهة منافسه الجمهوري ميت رومني في المناظرة العلنية التي عقدت بينهما في ولاية كولورادو أول من أمس، وشاهدها 40 مليون شخص، حيث تمكن رومني من تحقيق إنجاز لم يتوقعه أحد حين انتهت المناظرة بأغلبية ساحقة لرومني 65%، مقابل 25% لأوباما. وبدا أوباما باردا غير قادر على صد الانتقادات المتلاحقة لخصمه، وغير قادر على التواصل مع الناخبين على نحو أظهر أن حملته الانتخابية ارتكبت أخطاء كبيرة بافتراضها أن الرئيس الذي عرف بمهارته الخطابية سيوجه لرومني لكمات قاضية خلال المناظرة. إلا أن أوباما الذي اعتمد على ثقته في صحة هذا الافتراض أظهر أنه لم يستعد بصورة جيدة للمناظرة وأنه اتبع سياسة أتت بأثر عكسي حين حاول أن يتجاهل انتقادات رومني وأن يوجه خطابه إلى الناخبين مباشرة وكأنه يلقي خطابا منفردا. وتركزت المناظرة على قضايا السياسة الداخلية حيث دخل رومني إلى حلبة المناظرة وقد قرر أن يلقي بكل ثقله في المواجهة، إذ إنه كان يدرك أن جدار استطلاعات الرأي العام بات خلفه تماما وأن أي خطوة أخرى إلى الوراء ستعني خسارته المؤكدة للانتخابات. وقالت الاستراتيجية الجمهورية في حملة رومني، كارين أوكونر، إن الليلة شهدت نقطة تحول في مسار المعركة الانتخابية لأسباب مختلفة، موضحة ذلك بقولها "كان المتبرعون الكبار قد أحجموا عن استثمار المزيد في حملة رومني بعد أرقام الاستطلاعات الأخيرة. أعتقد أن حملة رومني ستتلقى فيضا من التبرعات وسوف يتيح لنا ذلك تنظيم حملتنا في ولاية الحسم". وارتفعت نسبة تأييد رومني في فلوريدا إلى 47% مقابل 47% للرئيس أوباما طبقا لتقديرات مؤسسة راسموسين للاستطلاعات. كما أن الفارق بين أوباما ورومني تراجع من 4 نقاط مئوية إلى نصف نقطة فقط في ولاية فيرجينيا، وفي كلورادو حيث عقدت المناظرة وهي ولاية كان المرشحان يتساويان فيها حقق رومني تقدما على أوباما بفارق نقطتين مئويتين. غير أن من المبكر توقع أن تؤثر نتيجة المناظرة الأولى على المدى الطويل على معركة الرئاسة الأميركية، إذ لا يزال هناك مناظرتان بين المرشحين. وبينما يبدو رومني وقد أنقذ حملته، في الوقت الحالي على الأقل، فإن خسارة أوباما للمناظرة الأولى وضعت السباق بأكمله مرة أخرى في مجال التكهن بعد أن كانت المؤشرات تؤكد فوز أوباما.