تواجه حملة المرشح الجمهوري الأميركي ميت رومني منعطفا مهما قد يحدد نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري بعد أكثر بقليل من شهر واحد. فقد برهنت استطلاعات الرأي العام على أن أوباما حقق تقدما ملموسا على منافسه الجمهوري في أوهايو وفلوريدا وبنسلفانيا في تطور يمكن إذا استمر أن ينتهي بخسارة كاسحة لرومني. وتبلغ حصة الرئيس الآن من مقاعد الكلية الانتخابية نحو 265 مقعدا مقابل 191 لمنافسه الجمهوري. ويجب على أي من المرشحين أن يحصل على 270 مقعدا للفوز في السباق. وعقدت قيادات الحزب الجمهوري وحملة رومني سلسلة من الاجتماعات خلال اليومين الماضيين قررت خلالها إعادة حملات انتقاد أوباما بسبب أداء الإدارة الاقتصادي إلى الموقع الثاني في أولويات الحملة ومنح المواقع الأولى لرؤية أكثر تفاؤلا عن المستقبل. وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان من شأن هذا التعديل أن يؤدي إلى وقف الانهيار التدريجي لحملة رومني. وقال المعلق الأميركي مات ميللر، إن الأمر لم يحسم تماما بعد. وتابع ميللر الذي عرف بمتابعته للانتخابات في أجهزة إعلامية متعددة "لو لم يقدم رومني المزيد من الهدايا الانتخابية لأوباما خلال الأيام المقبلة ولو تمكن من أن يبدو أكثر دفئا وإنسانية وقربا لنفوس الناخبين خلال المناظرة الانتخابية العلنية الأولى فإن بإمكانه أن يوقف أوباما بل وأن يقلب الصورة". واعترف ميللر بأن توقعه هذا يبدو أكثر تفاؤلا – من زاوية نظر الجمهوريين – مما يقولونه في نقاشاتهم إلا أنه أوضح ذلك بقوله "لقد رأينا اختراقا مشابها في انتخابات جورج بوش الأب وبيل كلينتون. فقد تقدم كلينتون من الخلف بعد أن كان بوش متقدما بصورة كبيرة للغاية. من الوجهة النظرية هذا أمر ممكن ولكنه من الوجهة العملية مستبعد. فرومني قدم لأوباما خدمة كبرى حين اتهم 47% من الأميركيين بأنهم يريدون أن يكونوا عالة على الدولة. كما قدم كلينتون خدمة أكبر للرئيس بخطابه في المؤتمر الديموقراطي. وليس على أوباما الآن إلا أن يحافظ على هذا الإيقاع".