احتدمت المنافسة بين الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته باراك أوباما ومنافسه الجمهوري في السباق الرئاسي ميت رومني في فرجينيا (شرق)، حيث سعى كل منهما الى استغلال نقاط ضعف خصمه، فشدد المرشح الجمهوري على الارقام السيئة للنمو الاقتصادي، فيما استشهد أوباما بإتهام رومني «47 في المئة من الأميركيين بأنهم يشعرون انهم ضحايا ولا يدفعون الضرائب». وقبل 40 يوماً من موعد الاقتراع في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وقبل 6 ايام من اولى المناظرات التلفزيونية الثلاث بين المرشحين، توجه اوباما الى 7 آلاف شخص في فرجينيا بيتش جنوبواشنطن بالقول: «لا أعتقد بأنه يمكن الذهاب بعيداً جداً مع قادة يعتبرون نصف البلد مجرد بند في حساب الخسائر والارباح، ويصفونهم بضحايا لا يتحملون مسؤولياتهم»، مضيفاً: «أتجول كثيراً في فرجينيا وأنحاء هذا البلد، ولا أرى ضحايا كثيرين». وبعدما تراجعت نسبة التأييد الشعبي لرومني في استطلاعات الرأي هذا الشهر الى حد تخلفه بفارق عشر نقاط عن اوباما في اوهايو، الولاية التي تشكل تقليدياً مؤشراً لنتائج الانتخابات الرئاسية، هزأ اوباما من البرنامج الاقتصادي لخصمه ووصفه بأنه «غير متماسك ويفتقد الى توضيحات». وفيما حاول رومني في الايام الماضية تبني موضوع «التغيير» الذي بنى اوباما حملته عليه عام 2008، لفت اوباما الى ان التغيير «لا يحصل عبر اهمالكم (رومني) نصف البلاد حتى قبل تولي مهماتكم» مذكراً بأنه حرص خلال ولايته الأولى على ان يكون رئيساً ل 47 في المئة من الأميركيين لم يصوتوا له في الانتخابات السابقة. في المقابل، واصل رومني انتقاداته لخطة اوباما الاقتصادية، واتهمه بأنه «يريد ان تسير الولاياتالمتحدة على طريق اوروبا». واستشهد في خطاب القاه في سبرينغفيلد بضاحية جنوبواشنطن امام حوالى 200 من المقاتلين القدامى بتوقعات النمو التي انخفضت اول من امس، وقال: «تسجل الصين نمواً اسرع منا بكثير، ونمو روسيا اسرع منا... وهذا غير مقبول». وزاد: «لا يمكن ان نسمح لأنفسنا بأربع سنوات اضافية تشبه السنوات الأربع الماضية». لكن يبدو ان الناخبين، خصوصاً في فرجينيا، لا يحكمون بالقسوة ذاتها على الحصيلة الاقتصادية لأوباما الذي تقدم ب 4.5 نقطة على رومني في هذه الولاية التي اشتهرت بكونها محافظة متشددة في الماضي، لكنها انفتحت اكثر على الطروحات الديموقراطية مع النمو الذي حققته ضواحي واشنطن. ويتحدر اليوم نحو 30 في المئة من سكان فرجينيا من الاقليات المؤيدة بغالبيتها للرئيس المنتهية ولايته. واعتبر اوباما عام 2008 اول رئيس ديموقراطي منذ عام 1964 يكسب اصوات فرجينيا في الانتخابات الرئاسية. ومع بدء عمليات التصويت المبكرة في بعض الولايات، عرض فريق اوباما اعلاناً تلفزيونياً لمدة دقيقتين لخص فيه برنامجه الاقتصادي الذي يتضمن الغاء التخفيضات الضريبية للأثرياء للاقتراب من تصحيح الموازنة، تحت شعار «وطنية اقتصادية جديدة».