كاد خلاف بين مديرتي مدرستين لتحفيظ القرآن في حائل حول إغلاق باب الطوارئ الواصل بينهما، أن يتسبب في كارثة بإحداهما بعد نشوب حريق أدى إلى إصابة 58 حالة بينهم طالبات ومعلمات وإداريات، إضافة إلى بعض المواطنين الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ وإخماد الحريق، قبل وصول الدفاع المدني. وقال مصدر مطلع ل"الوطن"، إن الخلاف بين مديرتي المدرستين أدى إلى تغيير كالون باب الطوارئ وإقفاله، مبينا أن المبنى حديث البناء إلا أنه لا يوجد به سلم للطوارئ. وكان الحريق قد شب في خيمة بالدور العلوي في المدرسة المتوسطة الثالثة لتحفيظ القرآن والتي تضم 300 طالبة، وانتقل إلى الابتدائية الخامسة لتحفيظ القرآن الكريم، وكاد نقص إجراءات السلامة في المدرسة وعدم وجود سلم أو مخرج للطوارئ، أن يضاعف من الإصابات، مما حدا بالطالبات إلى اعتلاء سطح المدرسة وزاد من مشاعر الهلع والارتباك. وفور وصول فرق الدفاع المدني إلى المدرسة، قامت بواسطة السلالم المتحركة بإجلاء الطالبات من سطح المدرسة، كما تم الاستعانة بأحد المساجد القريبة من المدرسة وأدخلت فيه الطالبات بعد إجلائهن. وأوضح مدير عام الدفاع المدني بمنطقة حائل اللواء عبدالله بن علي الزهراني ل"الوطن"، أن الحريق نشب عند الساعة 11:12 صباحا في خيمة للتراث أقامتها المدرسة، مشيرا إلى أنه باشر الحادث ووقف على عمليات إطفاء الحريق وإخلاء الطالبات. وأضاف أن الحريق تمت السيطرة عليه في وقت قياسي، مبينا أنه لم يتم تحديد سبب الحريق وجرى فتح تحقيق في الحادث لمعرفة الأسباب. وقال شاهد العيان يوسف جزاع البقعاوي ل"الوطن" إنه كان في منزله القريب من المدرسة وسمع صراخ الطالبات وعند خروجه من المنزل شاهد الطالبات في الدور العلوي والدخان يتصاعد بالقرب منهن، مشيرا إلى أنه دخل المدرسة التي توجد بها زوجته، وعند وصوله الدور الثاني لم يستطع الدخول لكثافة الدخان وقام بإنقاذ ما استطاع من الطالبات وإدخالهن إلى المسجد. إلى ذلك، بين مدير إدارة الطوارئ النقل الإسعافي بصحة حائل المهندس عبدالرحمن اليحيا، أنه شارك في عمليات الإنقاذ 14 سيارة إسعاف وعدد من الفرق الطبية الميدانية، مشيرا إلى أن عدد الإصابات بلغ 58 حالة، تم علاج 23 حالة منها بموقع الحريق فيما تم نقل 35 حالة إلى مستشفى الملك خالد وأحد المستوصفات، وجرى علاج 32 حالة منها فيما دخلت 3 حالات لأقسام التنويم. فيما أكد مدير مستشفى الملك خالد الدكتور فواز الراشد، أن جميع الحالات التي تم استقبالها مطمئنة ولا تعدو كونها اختناقات جراء الحريق. من جهته، اطمأن مدير عام التربية والتعليم بمنطقة حائل حمد بن منصور العمران، على طالبات الابتدائية الخامسة لتحفيظ القرآن الكريم بحي الملك عبدالله اللاتي تم نقلهن لمستشفى الملك خالد عقب الحريق. وأضاف "بمجرد وقوع الحريق قامت مديرة المدرسة بإغلاق الكهرباء وإخراج الطالبات بهدوء لسطح المبنى ما سهل عمليات الإخلاء على الدفاع المدني، مشيرا إلى أنه تم تأمين 5 حافلات لنقل الطالبات لمنازلهن و4 طواقم طبية من الوحدة الصحية المدرسية، إضافة للدور الكبير الذي لعبته المشرفات التربويات في السيطرة على حالات الهلع والخوف التي انتابت الطالبات.= وشدد المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة حائل، أن إدارته تنتظر نتائج تحقيقات الدفاع المدني للكشف عن ملابسات الحريق. وفي جولة ل"الوطن" على المدرسة المجاورة من الناحية الشرقية وهي حديثة التشييد وتم تسليمها في شهر ربيع الأول لوحظ أيضا عدم وجود سلم طوارئ كما أن المدرسة لا يوجد بها سوى باب واحد، مع تسربات لمياه المجاري من غرف الصرف الصحي. يذكر أن موقع الحريق شهد زحاما شديدا وتجمهرا من قبل المواطنين وقابله تواجد أمني كثيف من قبل شرطة حائل وإدارة المرور وباشر الحادث مدير إدارة الدفاع المدني، ومدير إدارة المرور بحائل، وعدد من القيادات الأمنية ومسؤولي المنطقة. حرائق المدارس سيناريو متكرر تسببت حرائق المدارس في إثارة الرعب والذعر في قلوب الطالبات والمعلمات في المدارس، إما بسبب العبث أو الالتماسات الكهربائية، فيما يلي نماذج لبعض الحرائق. • مايو 2012: إصابة معلمة و4 طالبات في حريق مدرسة الخمسين الثانوية للبنات بجدة • نوفمبر 2011: حريق بمدرسة "براعم الوطن الأهلية" في جدة يؤدي إلى وفاة 3 وإصابة 59. • يونيو 2011: إصابة 8 طالبات باختناق، وإثارة الذعر بين 480 طالبة ومعلمة بسبب حريق مكيفين بمتوسطة وثانوية البرك للبنات. • مارس 2010: إخلاء 550 طالبة من المجمع التاسع للبنات بمدينة عرعر بسب حريق بمدرستهن. • مايو 2008: إصابة 13 طالبة بانهيار عصبي في حريق ثانوية بالأحساء • مارس 2006: إصابة 3 طالبات ومعلمتين و4 من أفراد الأمن في حريق مدرسة للبنات بالدوادمي • مارس 2004: إصابة 13 طالبة في حريق المدرسة المتوسطة 25 في المدينةالمنورة • مارس 2002: 13 قتيلة و50 مصابة في حريق المدرسة 31 المتوسطة للبنات في مكةالمكرمة . اعتداء.. واعتذار تعرضت أمس الزميلة "خلفة الشمري" أثناء تغطيتها للحريق داخل المدرسة الابتدائية لتحفيظ القرآن للاعتداء من قبل إحدى المعلمات وقامت بإتلاف المذكرة الخاصة بها أمام بعض منسوبي الدفاع المدني ومسؤولي التربية والتعليم بمنطقة حائل. وأبلغ مدير مكتب "الوطن" بمنطقة حائل، مدير إدارة الإعلام التربوي بتعليم المنطقة إبراهيم الجنيدي، الذي طلب تزويده بخطاب عن الواقعة، فيما قامت مساعدة مدير عام التربية والتعليم بحائل للشؤون التعليمية ابتسام الحربي بمهاتفة الزميلة خلفة الشمري، واعتذرت عن التصرف الذي بدر من المعلمة. "مدني جدة" يخلي 39 مدرسة في "فرضية" جدة: براء العتيق كشف مدير إدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة العميد تركي علوان الحارثي، عن ترسية مشروع تركيب 290 صافرة إنذار لتغطية مختلف أنحاء المحافظة، وذلك على إحدى الشركات. وأشار في تصريح ل"الوطن" عقب انتهاء تجربة فرضية أمس تم خلالها إخلاء 39 مدرسة بنين وبنات في 33 حيا سمع بها صوت دوي الصافرات التي تم تركيبها مؤخرا، أن التجربة كانت ناجحة على كافة المستويات وأدت الهدف المطلوب. وقال إن التجربة التي حضرها مدير إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة اللواء جميل أربعين ومساعده اللواء عبدالله جداوي، ومنسوبو الجهات الحكومية المشاركة في تطبيق التجربة، كانت للتأكد من فاعليته وتوعية المواطنين والمقيمين بمدلولات الصافرات، في حال وقوع سيول. ولفت إلى أن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد ومدير الدفاع المدني بالمملكة الفريق سعد التويجري كانوا يتابعون تنفيذ التجربة أولا بأول، مشيرا إلى أن إدارات الدفاع المدني لديها سي دي لأصوات الصفارة ومدلولاتها وبروشورات تعريفية لمن يرغب من المواطنين والمقيمين. وأكد مدير إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة، أن التجربة تهدف إلى التأكد من فاعلية النظام وتعويد المواطنين والمقيمين في المحافظة على سماع نغمات الإنذار ومدلولاتها. وأضاف أنها تحتوي على ثلاث نغمات صوتية، أولاها نغمة متموجة تعني قرب حدوث الخطر، وثانيها نغمة متقطعة تعني حدوث الخطر وآخرها نغمة متصلة تعني انتهاء الخطر. وأفاد بأن التجربة تهدف إلى الوقوف على جاهزية جميع القطاعات التي تم التنسيق معها وهي 33 قطاعا حكوميا إضافة إلى الوقوف على استعدادات منسوبي إدارة الدفاع المدني وتدريبهم على كيفية العمل في مثل هذه الظروف التي قد تحدث. من جهته، أوضح اللواء عبدالله جداوي، أن الهدف من التجربة هو اختبار للصافرات ومعرفة السبليات وتلافيها، مضيفا أنه تم تركيب 59 صافرة إنذار ثابتة تغطي 33 حيا، موضحا أنه تم تركيب 19 منها على وادي العسلة و9 لسد أم الخير و12 لوادي قوس و15 لوادي مثوب و4 لوادي غليل. وذكر أن الأحياء التي يمكن سماع الإنذار فيها بشكل كامل أو جزء منها يعتمد على عوامل عدة منها موقع الصافرة واتجاه الريح والضجيج وارتفاع أو انخفاض موقع الصافرة.