نفذت إدارة الدفاع المدني بجدة أمس الأربعاء تجربة فرضية خاصة بصفارات الإنذار والتي أطلقت في الأحياء الواقعة من الجهة الشرقية لمحافظة جدة على امتداد وادي قوس، ومثوب، وعليل، والعسلا. وبدأت التجربة في تمام الساعة 12 ظهراً، شملت 34 حياً سكنياً، تم على إثرها إخلاء 38 مدرسة بنين وبنات حسب برنامج زمني مواكب للحدث، في نطاق الأحياء المسموعة بها الصافرات. وأوضح المدير العام للدفاع المدني بالمنطقة الغربية اللواء جميل أربعين ل «الحياة» أن الهدف من إطلاق الصافرات توصيل الرسائل والمتمثلة في إيصال تجربة الصافرات بعد أن تم تسلمها من الجهات المنفذة، وإيصال رسالة إلى أهالي الأحياء القريبة من سدود الحماية المعمولة في شرق جدة. وأكد اللواء أربعين على ضرورة تقبل وتفاعل المواطنين مع الصافرات مستقبلاً سواء كانت للطوارئ أو للتجربة، مضيفاً أن الصافرات المستخدمة تعد من أحدث التقنيات في العالم. وبين أربعين أن التجربة مرت بمراحل عدة استثنائية بالتنسيق مع 30 جهة ذات علاقة بأعمال الدفاع المدني، مشيراً إلى أن هناك كثيراً من المدارس تقع في إطار التجربة بحكم قربها من منابع السيول، إذ تم تبليغ المدارس وإرسال ثلاثة ملايين رسالة نصية لجميع ساكني جدة لإشعارهم بتنفيذ التجربة، تجنباً لوقوع أي ارتباكات من الساكنين. وأشار إلى أن الصافرات تم تركيبها وتجهيزها من قبل جهات حكومية والمتمثلة في أمانة محافظة جدة ووزارتي الزراعة والمياه، إذ تعمل الدفاع المدني حالياً على إنهاء المشروع. وكشف أن إدارة الدفاع المدني ستعمل على تركيب 290 صافرة إنذار لتغطي كامل محافظة جدة خلال الأشهر الستة القادمة، بعد أن تم تعاقدها مع إحدى الشركات المتخصصة للصافرات. ونوه أربعين بأن هذه التجارب ستكون بشكل دوري مستقبلاً بالتعاون مع الجهات المختصة حتى تصل المفاهيم الخاصة بنغمات الصافرات لجميع المواطنين. وأوضح المدير العام للدفاع المدني في جدة العميد تركي الحارثي أن صافرات الإنذار أنشئت حديثاً ووضعت في مجاري الأودية من جهة الشرق إلى الغرب شملت أيضاً الأحياء الواقعة في قنوات التصريف. مؤكداً أن قرب موعد الأمطار لم يعد يشكل خطراً على الدفاع المدني في ظل الاستعدادات التي تقوم بها سواء الحالية أو المستقبلية. وبين الحارثي أن التجربة تهدف إلى التأكد من تشغيل وسلامة الصافرات، إضافة إلى تعريف المواطنين بمدلولات كل نغمة من النغمات الثلاث وهي «المتموجة» والتي تشير إلى قرب حدوث الخطر، «متقطعة» وتعني حدوث الخطر، «متصلة» وتعني انتهاء الخطر. وأشار الحارثي إلى أن الدفاع المدني قامت بالتنسيق مع إدارة التربية والتعلم لإخلاء المدارس المجاورة للصافرات، إلى جانب التنسيق مع المديرية العامة للشؤون الصحية للتأكد من حالات الطوارئ وعملها على الوجه المطلوب. وذكر الحارثي أن ما يميز هذا النظام هو استخدامها للخلايا الشمسية لتزويد نظام تشغيل الصفارات بالطاقة، وتغطي الصفارات من حيث قوة الواط 500 و 1000 واط، كما أن التغطية المسموعة لكل صافرة هي ما بين مساحة 1200م-1500متر مربع في جميع الاتجاهات، منوهاً بأن جودة الصافره تتأثر بعوامل عدة منها نسبة الضجيج حول الصفارة، اتجاه الرياح، وارتفاع الصفارة. وأضاف أن هناك غرفة عمليات مشتركة لجهات عدة عند وقوع الخطر والمتمثلة في إدارة التربية والتعليم، إذ إن هناك مباني تعليمية لا تخضع للأمن والسلامة خصوصاً المباني المستأجرة، إلى جانب وجود مبان ليست مؤهلة لتكون منشأة مدرسية، مما يترتب على إثرها إخلاؤها فوراً أو تطبق عليها وسائل الأمن والسلامة تجنباً لوقوع أي ضرر. من جهة أخرى، أوضح مدير ثانوية ابن منظور الواقعة بحي السامر أنهم قاموا بعملية إخلاء للطلاب فور سماعهم لصافرة الإنذار، في مدة زمنية استغرقت دقيقتين، حيث خرج الطلاب من فصولهم بطريقة منظمة وبسرعة فائقة إلى فناء المدرسة بمراقبة من معلمي المدرسة الذين حرصوا على مساعدة طلابهم وإرشادهم. وأفاد عدد من الطلاب بأنه أصبح لديهم خبرة تامة في صافرات الإنذار وفواجع السيول، الأمر الذي جعل سماعها أمراً معتاداً على رغم كراهية أن تكون واقعاً، مكتفين بتجربتها فقط. وتمنى بعض الأهالي الذين تلقوا رسائل من الدفاع المدني لعمل التجربة أن تصلهم عند وقوع الخطر لا سمح الله وليس بعد فوات الأوان.