أوقع الطلب المتزايد من الشباب والمراهقين ورغبتهم في الحصول على قصات شعر تماثل قصات بعض النجوم الجماهيريين، رياضيين أو فنانين، صالونات الحلاقة في كثير من الإرباك، حيث يحرص هؤلاء الشباب على الحصول على تلك القصات مشترطين دقة تنفيذها ومطابقتها، وهو ما يسبب الإرباك للحلاقين العاملين فيها. قصات وستايلات يؤكد الحلاق بلال بدر، وهو يعمل في السعودية بهذه المهنة منذ أكثر من 20 عاما، أن الفضاء الواسع والمنصات الرسمية للمشاهير والنجوم ساهمت بشكل كبير في انتشار القصات والستايلات التي يظهرون من خلالها بشكل متنوع ومختلف، وهو ما دعا جماهيرهم إلى الركض خلفهم ومحاولة تقليدهم، والحرص التام أثناء الجلوس على مقعد الحلاق بأن تكون حلاقتهم على طريقة هذا النجم، مع حرصهم على أن تكون الرسوم أو الحروف موجودة بذات الشكل والطريقة، بل إن بعض العملاء يضع صورة النجم أمام الكرسي ويؤكد للحلاق أن تكون هذه القصة مطابقة لما هو في الصورة، مشيرا إلى أن نجوم كرة القدم هم الأكثر تقليدا ومن ثم الفنانين والممثلين. وأضاف «هذا النوع من العملاء هم أشد صعوبة في التعامل معهم، كونهم يأتون إلى الصالون وهم يعتقدون أن الحلاق قادر على تنفيذ وتقليد قصة هذا النجم أو ذاك وبصورة دقيقة ومطابقة»، وقال «نحتاج دائما أن نوضح لهؤلاء أن طبيعة الشعر تختلف من شخص إلى آخر، وعلينا أن نقنعه وإلا ذهب إلى صالون آخر، وغالبا ما تنجم عن هذا الأمر خلافات تصل إلى حد عدم سداد مقابل الحلاقة، أو حتى تتطور الأمور إلى حد يعرقل مسيرة العمل خلال اليوم بالكامل». رغبات متصادمة يبين الحلاق وليد حمدان، أن رغبات الشباب بتقليد هؤلاء النجوم في قصات الشعر قد تتصادم مع رغبات أهاليهم الذين لا يفضلون هذا اللون من الحلاقة، وقال «لذا قد يعود أحد الشباب إلى الصالون مرة أخرى مع والده ويطالب بتعديل الحلاقة، ويصر الوالد على عدم تلبية رغبات ابنه خلال المرات المقبلة، وهذا الأمر دائمًا ما يتكرر، لذا من خلال خبرتي الطويلة في صوالين الحلاقة أتجنب كثيرا التعامل مع هؤلاء العملاء، وأحاول أن أوضح لهم طبيعة الحلاقة الملائمة لهم، أو أبين لهم عدم القدرة على تنفيذ ما يريدون، وهو الأمر الذي نجح معي خلال الفترة الماضية». وأكد «بعض العملاء يأتي للصالون من أجل حلاقة شعره 6 مرات في الشهر، أي بمعدل مرة كل 5 أيام، إضافة إلى طلب بعض العملاء وضع عدد من الصبغات على الشعر أثناء الحلاقة، وهو ما انتشر بشكل كبير خلال هذه الفترة»، موضحا أن هذه الفئة تتراوح أعمارها ما بين 17 عاما وحتى 25 عاما، وهم الأكثر ارتيادا لصالونات الحلاقة. وأضاف «تختلف موضات القصات بين فترة وأخرى، ويتذكر كثيرون حين حلق نجوم منتخب البرازيل رؤوسهم بموسم مونديال القارات أواخر التسعينيات، وبعد ذلك الظهور انتشر هذا اللون من الحلاقة بشكل كبير، لذا فإن موضة الحلاقة تبدأ من النجوم وتنتشر عبر جماهيرهم». ستايل مشابه من جانبه، أوضح الشاب محمد فيصل، أنه اعتاد الذهاب إلى صالون الحلاقة بشكل أسبوعي، وذلك ليبقي ستايل الحلاقة بشكل دقيق ومميز؛ كونه يحب الظهور عبر منصاته الرقمية ويكون ستايل حلاقته مشابها لأحد النجوم الذين يتابعهم. وقال «كثير من أصدقائي يفعلون الأمر نفسه، ويعتمدون على حلاقة وستايل مؤقت يختلف من عام إلى آخر، ومن نجم إلى آخر، ولكنها بالتأكيد فترة زمنية محددة لكل فرد يمارس فيها رغباته». حروف على الرؤوس يقول رائد جميل، أن رسم الحروف على الرأس بواسطة الحلاقة صار الأكثر تداولا خلال هذه الفترة، ولا يقوم بعمله إلا بعض الصوالين المتخصصة في هذا المجال، وهي تفعل ذلك بأسعار مرتفعة، لأن هذه الحلاقة تأخذ وقتا طويلا وتحتاج عملا دقيقا لتنفيذها، وهي تعود لرغبة الشخص وقناعته بهذا الأمر.