يسترخي الحلاقون، كما هو الحال بالنسبة للعاملات في صالونات التجميل، لأخذ إجازة بعد أيام، من العمل المضني الذي استمر منذ الساعة الواحدة ظهراً وحتى ساعات الصباح الأولى من اليوم التالي، في عمل متواصل، لنحو 18 ساعة يومياً، لتلبية الحجوزات الكثيرة ويتطلع بعض الشبان إلى تغيير شكلهم وطريقة لبسهم من خلال قصات شعر «ستايل» تلفت الأنظار إليهم، ومن هنا، يقضون وقتاً طويلاً على كرسي الحلاقة، للقيام بأعمال تنظيف، كانت حكراً في السابق على النساء. وأوضح محمد يوسف أن «مهام الحلاق في السابق، كانت قص الشعر، وفق شكل واحد ومعين، وان اختلف الطول في الشعر من شخص لآخر، إضافة إلى تهذيب الشارب واللحية إن وجدت، أما الآن، فقد أصبح صالون الحلاقة الرجالي مزوداً بخدمات كثيرة، كترتيب الحواجب، وصبغ الشعر، وتنظيف البشرة، وتغذيتها، إضافة إلى اختيار قصات شعر من خلال كتالوجات كثيرة موجودة في الصالون، ونتيجة الانتظار بسبب ازدحام الصالونات قبيل العيد، نرى عينات من الشبان غريبة في مطالبها». وأشار فيصل الياسين إلى أن «الحلاق لم يعد يكلف نفسه عناء تسريح الشعر، حيث يتسابق الشبان في إطالة شعرهم، أو تكون جهة طويلة وأخرى قصيرة، واسمع البعض عندما يجلس على كرسي الحلاقة، يطلب من الحلاق الترتيب فقط، دون أن يأخذ من طوله الكثير، وإلا كيف سيتمكن من تشكيله بالجل فيما بعد إن كان قصيراً جداً»، مضيفاً أن «بعض القصات التي يعمد لها الشباب، لا تكاد ترى ملامح وجهه منها، وأصبح الشبان كالفتيات، حين يريد شاب شعره مجعداً، أو أن يحضر للحلاق لتمليسه وتنعيمه» وقال: «يجلس البعض في صالون الحلاقة لساعات، فبعد اختيار قصة الشعر، عليه أن يرتب أظافر يديه وقدميه، وقد يقوم بتقشير أسفل القدم، إضافة إلى صباغة الشعر كاملاً أو خصلات منه». وعلى حد تعبير مهند المحسن «»ستايل» الشعر هو الأهم»، مؤكداً «لم يعد قص الشعر ذا أهمية قصوى، بقدر العناية به وترتيبه، ولا أعتقد أن الشاب إذا اهتم بنفسه، وتابع الموضة، يكون قد ارتكب خطأً فادحاً، وكثيراً ما نتعرض للنقد اللاذع، ونظرات الاستنكار حين ندخل إلى أي مكان عام، وينظرون لنا على إننا حالة شاذة، بينما ما نقوم به لا يتعدى كونه اهتماماً بالشكل، وتغييراً له بين وقت آخر، ولا أعتقد أن تطويل الشعر فكرة أو موضة جديدة، لتلاقي النقد بهذه الطريقة». وأشار ممدوح العبد الله إلى أنه لا يعلم سر الهجوم على الشبان في حال متابعة موضة قصات الشعر، وقال: «البعض يشبهنا بالفتيات بسبب ذلك، وناقشت والدي وإخوتي في أمر تغيير ما أنا عليه الآن، ولا أعلم الخطأ الذي يريدون تغييره، ويتهمونني بإحراجهم، فهذا هو الدارج في أوساط الشبان، إذ لم تقتصر تلك التغييرات على الشعر فحسب، وإنما وصلت إلى الملابس، وفي السابق كان الثوب والشماغ، وعلى الشباب ارتداء الثوب في الأعياد والمناسبات، أما الآن، فأصبح الثوب للمناسبات الرسمية فقط، وهناك من يرتدي الجينز والتي شيرت حتى للمناسبات الرسمية»، لافتاً إلى أن «البعض يستغرب حين يدخل الشاب إلى صالون الحلاقة ويطلب تنظيفاً أو تقشيراً للبشرة، وكأن النظافة والعناية حكر على النساء». من جانبه، أشار علي ثابت إلى أنه «في فترة الأعياد، تشهد الصالونات زحاماً شديداً، وتلعب معرفة الزبون بالحلاق دوراً في تقديمه، حتى لا يجلس طويلاً للانتظار مثل البقية، ما يسب مشادات كلامية بين الزبائن بسبب ذلك، ولجأت بعض الصالونات إلى الحجز المسبق»، وحول قصات الشعر المنتشرة في الوقت الحاضر، قال: «ولى زمن ستايل الكبوريا، والفرساتشي، وتخفيف الشعر إلى مستوى واحد بالكامل، والآن هو زمن قصات ما يسمى «الهيصة»، حيث لا أطوال متساوية في الشعر، فقد يكون طويلاً من جانب، وقصيراً من آخر، أو أن يكون الشعر طويلاً قليلاً من الأمام، وخفيفاً من الخلف، وما يحصل الآن العكس أيضاً، فالشعر خفيف من الأمام، والحلاقة في مؤخرة الشعر تشكل الرقم سبعة، على أن يكون كثيفاً جداً، دون أن يتميز بالطول، ولم تصدر إلى الآن أسماء محددة لقصات جديدة، إلا أن هناك ستايلات «الكول»، و»الكاجوال»، و»الكلاسيك»، وهي مسميات لقصات عدة مختلفة، فكل شاب يجلس على كرسي الحلاقة، ويوجه الحلاق، بعد أن يختار ضمن الصور الموجودة في كتالوجات القصات التي يسعى الحلاق إلى إجادتها، كما يرجع البعض إلى الانترنت للحصول على أحدث القصات للعام الجديد، وتلك القصات تتيح للشباب تغيير شكل الشعر، لو أراد بشكل يومي، وكأن كل يوم له قصة شعر جديدة، وذلك باستخدام «هلام الشعر».