ودع المصطافون منطقة عسير بعدإجازة صيفية ممتعة شهدت نشاطات، ومناسبات ، واحتفالات متنوعة ، صاحبها تنظيم ناجح بفضل الله ثم توجيهات القيادة الحكيمة ، وجهود المخلصين. يقول أحد الأصدقاء: إنه لاحظ ضعفاً في بعض مستويات التتغطيات الإعلامية بسبب تكرار الأساليب القديمة ، وندرة القصص الإخبارية الإبداعية. وأضاف : من يعتقد أن مهمة الإعلامي تندرج في نشر صورة وخبر في صحيفة أومقطع ضعيف المحتوى على منصات وسائل التواصل فهو واهم أتعب نفسه،وعرضها للإنتقاد وأشغلها دون فائدة. قلت :نجاح الإعلامي اليوم يتطلب مسايرة الحدث ،والتركيزعلى مابعد الخبر لصناعة قصص إخبارية تحمل معطيات إجتماعية وإنسانية وتاريخية وتنموية ، تتجسد فيها المفاجآت ، والمعلومات الجديدة، واقتناص اللحظات والمواقف التي لن تتكرر . ليس الإعلام مذيع يتحدث من هنا وهناك بأسئلة مكررة كيف الجو ، وكيف المناظر ،من أين أتيتم؟ ويلحن في قراءة أبسط الجمل مثل درجات الحرارة حين ينطقها أحدهم بإصرار عجيب ثمانية عشر درجة بينماالصحيح ثماني عشرة درجة. وتُؤكد بحوث ودراسات أن البرامج والتقارير المرئية عن السياحة مهمة صعبة لاتحتاج إلى إجتهادات فردية في الإعداد والتقديم بأنماط أكل عليها الدهر وشرب،بل أصبحت تخضع قبل إنتاجها إلى خُطة عمل ينفذها فريق مختص في الإعداد، لديهم معرفة بالجمهور المستهدف، وطبيعة النشاطات ، والبحث عن كل جديد ، إضافة إلى كتاب نصوص ، ومخرجين ، ومصورين أكفاء ، ومقدم يتمتع بالقبول والذكاء وحُسن الأداء. وقد يُصبح الإعلام التقليدي شر يكاً رئيساً في نجاح السياحة إذا تخلص من دخول غير الموهوبين المؤهلين فضاءات الإعلام، كمراسلين ومحررين، وصناع محتوى ، لايملكون مفاتيح العمل الجيد ولا يُقنعون المتلقي، بل يشوهون المناسبة وإن أكثروا من الموسيقى، والاضاءات فالنتيجة أداء باهت وهزيل. السياحة في المنطقة تتطلع إلى إعلام يواكب التحولات التنموية والإقتصادية الكبرى التي تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله على تحقيقها ، وفي مقدمتها جودة الحياة. يجب على الإعلام أن يسبر أغوار محطات سياحية جميلة كالقُرى التي تم إحياءها ، والوجهات السياحية الجديدة ، والشواهد الحضارية ، وملامح مختارة بعناية من ثقافة وطبيعة وتراث وإنسان المنطقة. ويتحقق نجاح الإعلام المكتوب إذا طورت قدرات بعض الصحفيين - خاصة الجيل الجديد - وتحفيزهم ،وتوفير المعلومات وتدريبهم على كيفية كتابة القصص الإخبارية بمهنية عالية ، والإستفادة من التقنيات الجدبدة. وهنا لابد من الإشارة إلى الرسائل الإخبارية المرئية الخفيفة والجميلة برائحة المطر واخضرار الحياة وبشائر البهجة ، التي يبثهاالإعلامي "سعيد مشهور" صاحب الجملة المشهورة"والقادم أجمل". وهناك بعض الرموز الإعلامية والصحفية في عسير الذين عملوا خلال العقود الماضية واكتفوا بما قدموه، وتركوا الفرصة للآخرين ، وهو قرار صائب حظى بتقدير الوسط الإعلامي والمجتمع. فلم يعد مقبولاً اليوم من شخص جاوز السبعين من العمر " الترزز" في المناسبات ،على أساس انه صحفي يحمل بطاقة مؤسسة أوهيئة وهو يعلم في قرارة نفسه أنه خال الوفاض، لايتحمل مهنة المتاعب ، ولايستطيع أداء العمل الميداني والإداري أوالمهام المكلف بها ، فشتان بين الأمس واليوم. يقول الدكتور رضا عواضة في كتابه "سنابل الحكمة" :( من قدر على شيء وهو مسؤول عنه فلم يفعله فقدأصابته سهام الفشل والملام).