عطّلت تفاصيل الملف الأمني المرتبطة بانشاء منطقة عازلة بين دولتي السودان وجنوب السودان، استكمال الاتفاق بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت اللذين أرجآ اللقاء الخامس بينهما اكثر من مرة أمس في أديس أبابا، في حين كثّف الوسطاء الافارقة جهودهم بعدما ضاقت شقة الخلاف بين الجانبين. وأرجأ البشير وسلفاكير جلستهما الخامسة التي كانت مقررة صباحا ثلاث مرات، رغم أن لقاءهما الرابع ليل الإثنين - الثلثاء كان ايجابياً. إذ تقاربت مواقفهما في شأن المنطقة العازلة والوضع الانتقالي في منطقة أبيي المتنازع عليها. ويُنتظر أن يلتقي الرئيسان في وقت لاحق مساء، علماً أنهما سيغادران أديس أبابا اليوم بعدما مددا اقامتهما فيها يومين. ورجّحت مصادر قريبة الى المفاوضات التوصل إلى صفقة بينهما تستند إلى تنازلات متبادلة في شأن الترتيبات الأمنية المتصلة بانشاء منطقة عازلة، وإرجاء حسم الوضع النهائي في منطقة أبيي إلى مرحلة لاحقة. ورأت أن الوسطاء يتجهون إلى صوغ اتفاق اطار يشمل كل القضايا عدا ملف أبيي الذي سيكون في مسار مستقل يُعالج لاحقاً. وأجرى رئيسا وفدي السودان وجنوب السودان المفاوضين إدريس عبدالقادر وباقان اموم مشاورات في شأن تفاصيل انسحاب قوات الدولتين من منطقة الميل 14 المتنازع عليها، بعدما أقر الجانبان تجاوز ما حددته الخريطة الافريقية. وعُلم أن السودان تمسّك بأن تكون كل منطقة الميل 14 منزوعة السلاح وأن تُدار عبر النظام القبلي، ما يقتضي سحب الجيش الجنوبي نحو 23 كيلومتراً من بعض أجزاء المنطقة في اتجاه الجنوب والجيش الشمالي 10 كيلومترات شمالاً، على أن يُخلي الجيش الجنوبي أيضاً ست مناطق يسيطر عليها حالياً. وعرض الوفد الجنوبي في المقابل الانسحاب 15 كيلومتراً جنوب بحر العرب باعتباره خط الصفر الذي حددته الخريطة الافريقية للمنطقة العازلة وعمقها 10 كيلومترات على جانبي الحدود، واخلاء المناطق التي يسيطر عليها، على أن تنسحب القوات السودانية 15 كيلومتراً شمالاً. وقال مصدر في فريق الوساطة الافريقية ل «الحياة» إن سلفاكير أبدى مرونة في شأن منطقة الميل 14 لتجاوز الخلاف، لكن جنرالات من وفده المفاوض رفضوا تقديم أي تنازلات وتمسكوا بما حددته الخريطة الافريقية لانشاء المنطقة العازلة. وفي شأن النزاع على منطقة أبيي علمت «الحياة» ان البشير رد أمس على مقترحات الوسيط الافريقي ثابو مبيكي التي دعت إلى إجراء استفتاء على مستقبل المنطقة بعد عام، وتقسيم عائدات النفط بين مكوناتها المحلية لتنمية مناطقها. وعُلم أن البشير جدد التزامه ببروتوكول منطقة أبيي الذي كان جزءاً من اتفاق السلام مع جنوب السودان، ورأى أن مقترحات مبيكي تتجاوز البروتوكول في بعض بنوده، خصوصاً ما يتصل بطريقة اجراء الاستفتاء. ويرجح تأجيل حسم الوضع النهائي في شأن أبيي إلى مرحلة لاحقة، والاتفاق في ختام الجولة الحالية على تشكيل الأجهزة الانتقالية لملء الفراغ السياسي والإداري في المنطقة.